×
محافظة المنطقة الشرقية

ملتقى الفم والأسنان بالرياض يختتم فعالياته بحضور جاوز الـ5000 زائر

صورة الخبر

شكلت زيارة وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الى السعودية نهاية الأسبوع مؤشرا سياسيا و دبلوماسيا هاما دفع مجموعة من المراقبين الى التعليق على المنعطف الذي تعيشه وضعية الدبلوماسية الفرنسية في المنطقة ... صحيفة لوموند الفرنسية ذهبت الى حد التساؤل هل أصبحت فرنسا حليفة ثمينة لدول الخليج السنية في المنطقة في منافستهم التاريخية مع الإيرانيين و ذلك على خلفية مختلف النزاعات التي تشهدها المنطقة ...و جاءت هذه النغمة الدبلوماسية الجديدة لتجسد تحولا نوعيا في الأداء الدبلوماسي الفرنسي و نقلة في حجم الانتظارات التي أصبحت تثيرها في المنطقة .. علاقات فرنسا بدول الخليج تميزت في السنوات الماضية بجودة تحسد عليها اروبيا سواء على مستوى التعاون الاقتصادي المتزايد او على مستوى الحوار السياسي ... جاء ذلك ثمرة محاولة دول الخليج الخروج من تداعيات العلاقة الحصرية بينها و بين الولايات المتحدة و تنويع الشراكات الاقتصادية و السياسية.. لكن الأزمات التي تعيشها المنطقة في السنوات الأخيرة جعلت من الدور الفرنسي اكثر زخما و اكثر استقطابا لهذه الدول نتيجة تبني فرنسا مواقف حازمة جاءت منتاغمة مع متطلبات الجو الخليجي العام... هناك ثلاث أزمات تبنت خلالها الدبلوماسية الفرنسية مواقف ملفتة ...أولها الأزمة السورية فالرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند كان من بين زعماء العالم الى جانب زعماء الدول الخليجية مثل السعودية و قطر و الإمارات المطالبين بحسم عسكري لهذه الأزمة قبل ان يتراجع بارك اوباما عن هذا الخيار و يفضّل الحل السياسي ...الملف الثاني هو ملف النووي الإيراني ...ففي الوقت الذي كانت فيه الإدارة الأمريكية تريد التوصل في أسرع وقت الى تفاهم مع طهران يكون بمثابة اختراق دبلوماسي لبراك اوباما تبنت فرنسا مواقف صارمة أتجاه المفاوض الإيراني و ف...اما الأزمة الثالثة فهي العملية العسكرية التي يقوم بها التحاف بقيادة العربية السعودية .. باريس كانت من بين العواصم الغربية الأولى التي قدمت دعما سياسيا لهذه العملية و تفهمت حاجة المملكة العربية السعودية لما يسميه البعض ضربة استباقية دفاعا عّن الشرعية في اليمن ... و على خلفية كل هذه المعطيات الدبلوماسية تعول فرنسا على استثمار هذه المواقف السياسية و ترجمتها عقودا اقتصادية و تجارية مربحة لفرنسا تجعل العلاقة مع الخليج العربي اكثر متانة ...وقد كان ملفتا حديث لوران فابيوس بعد لقائه القيادات السعودية و الإماراتية عن تفاؤله من ان تستمر الطائرة الحربية رافال من تحقيق اختراقات تجارية أخرى تضاف لإنجازاتها داخل السوق المصرية و الهندية... معادلة إقليمية جديدة تؤشر لتراجع النفوذ الإقليمي للولايات المتحدة و دور فرنسي جديد يفرض على الدبلوماسية الفرنسية مقاربة خاصة لمختلف المعضلات الإقليمية ..تلك هي ملامح المرحلة المقبلة حيث تعول باريس ايضا على قدرتها على نشر قواة عسكرية على مختلف المسارح الشرقية و الإفريقية في إطار مشاركتها في الحرب الدولية على الإرهاب و التطرّف كعنصر إقناع دبلوماسي و سياسي لا يمكن تجاهله..