ليست الأرض متجانسة بحال بل هي طبقات قد تصل إلى سبع طبقات ما عرف حتى الآن أربع قد تفصل بينها ثلاث، فما تحت القشرة الرقيقة تأتي طبقة المعطف الخارجي بسماكة 3200 كم. أما في العمق، فالكرة الأرضية مكونة من طبقة كثيفة من الحديد والنيكل المصهورين بدرجة حرارة 6000 درجة مئوية، تدور بسرعة مخيفة، وفي القلب تماما، بذرة من الحديد الصلب المتماسك، وهذه الطبقة المصهورة الملتهبة هي (دينمو) الأرض الداخلي، وتدور باتجاه واحد، وينقلب اتجاهها كل مائتي ألف سنة وسطياً، ومن دورانها تتولد السيالة المغناطيسية الكهربية، التي تخلق الدرع الواقي لكل الأرض من أشعة الكون القاتلة (Electromagnetic Shield)، وذلك تقدير العزيز العليم. وهذه السيالة تتدفق من القطب الجنوبي للكرة الأرضية إلى الشمال، لتغلفها بحرص ثم لتغوص من جديد في القطب الشمالي البارد، ومنها عرفنا الشمال من الجنوب من خلال البوصلة والعلامات، وبالنجم هم يهتدون. تأمل هذه الآية من سورة الأنبياء: «وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَّحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ». ومن حركة الدينمو وتحت حماية الدرع الخارجي ولدت الحياة، وعدم وجود الحياة على ظهر المريخ، ليس لأنه ثلاجة بدرجة حرارة ستين تحت الصفر، بل لانعدام الدرع الكهربي المغناطيسي الواقي، كما ظهرت هذه المعلومات من وكالة ناسا في استقصائها للمريخ. ما حدث مع أعياد الميلاد من عام 2004م، كاد أن يهلك هيلموت كول المستشار الألماني الأسبق، موحد الألمانيتين، في أوحال سيريلانكا، وأدى إلى هلاك مئات الآلاف الذين لاقوا حتفهم من السكان الفقراء والسياح الأغنياء، فاجتمعوا في فراش الموت، بديمقراطية حقيقية، تظهر جبروت الطبيعة، وهشاشة الحياة على ظهرها، واحتمالات نهاية الحياة بصور شتى. استقرار الأرض يرجع إلى القمر، ولو لم يكن عندنا قمر منير لكانت الأرض تسبح في سيرك فتصبح ربيعاً، وفي الظهر صحراء حارقة، ويصبح مساؤها صقيعا قاتلا. ولو انهارت مغناطيسية الأرض، كما هو متوقع خلال القرون المقبلة، لهلك الحرث والنسل، ولأصبحت الأرض مريخاً جديداً؟ وقد أظهر فيلم (ما بعد الغد) إمكانية دخول الأرض العصر الجليدي، ونزوح مئات الملايين من الرأسماليين إلى بلاد الفقراء. وهذه المخاوف من نهاية العالم ليست جديدة، فكل الأديان تحدثت عن نهاية كئيبة للعالم، بانشقاق السماء ونسف الجبال، فكانت كالعهن المنفوش.