دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى مواجهة جماعية للإرهاب والتطرف والفساد والجرائم. وإلى احترام حقوق الإنسان وتحقيق التنمية المستدامة وإنهاء التهميش. جاء ذلك خلال حضوره المؤتمر الثالث عشر «لمنع الجريمة، وتحقيق العدالة الجنائية» الذي بدأ اعماله في الدوحة أمس، في حضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني. وظهرت على هامش الاجتماع حدة تفاعلات الوضع في اليمن والعراق وسورية، وممارسات «داعش» الإرهابية. وحمّل بان، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الشيخ عبد الله مساء أمس الحوثيين مسؤولية ما يجري في اليمن حالياً. ودعا الى «العودة الى طاولة المفاوضات ( بين الأطراف اليمنية) والتركيز على جهود (مبعوثه) جمال بن عمر»، وقال «أحضكم على انهاء العنف في اقرب الآجال وأن يسود الحوار وتستأنف المفاوضات»، وعبّر عن تقديره «جهود قطر الديبلوماسية»، وأضاف «أقدر دول مجلس التعاون الخليجي والتزامها الأمن والاستقرار في المنطقة»، ولفت الى «أننا (الأمم المتحدة) عملنا مع قادة دول المجلس، وأوشكنا على تشكيل حكومة وحدة وطنية، لكن تدهور الوضع بسبب الحوثيين». وقال رئيس الوزراء وزير الداخلية القطري إن لتحالف «عاصفة الحزم» أسبابه وأهدافه. وهي تكمن في «أن هناك تهديداً لأمن دول مجلس التعاون وكسر الرئيس المخلوع (علي عبد الله صالح) قرارات مجلس الأمن، والهدف إعادة الشرعية إلى اليمن». وكان بان طالب خلال مؤتمر منع الجريمة الزعماء الدينيين بحض الشباب على التسامح ومعرفة الديانات الأخرى لتحقيق الفهم المتبادل، وشهد اليوم الأول للمؤتمر اعلان رئيس الوزراء القطري مبادرة لـ «تأسيس صندوق يخصص للتعليم والتطوير المهني لمصلحة النازحين واللاجئين ضحايا الصراعات في الشرق الأوسط»، ووجه انتقاداً شديداً إلى «ازدواجية المعايير في تطبيق الشرعية الدولية»، وقال رداً على سؤال لـ «الحياة» عما اذا كان ناقش مع بان هذا الموضوع: «ان المعايير تناقش في المؤتمر وموقف قطر واضح وكذلك مرئياتها في هذا الشأن». وأكد في كلمته أمام المؤتمر أن ازدواجية «المعايير تمثل أبرز التحديات التي تواجه منع الجريمة والعدالة الجنائية، وتشكل عائقاً أساسياً لبلوغ تحقيق التنمية المنشودة للشعوب». ودعا إلى تعزيز «التعاون الإقليمي والدولي، والتعامل مع الظاهرة الإجرامية من منظور شامل يأخذ في الاعتبار أسبابها وأبعادها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأمنية وغيرها». وكرّر بان دعوته إلى مكافحة الإرهاب وقال إن «الإرهابيين يتحالفون أكثر من أي وقت مضى، يمولون أنفسهم من خلال شبكات عالمية»، ودعا الى «نهج شامل للتصدي للتطرف وغسل الأموال والفساد». وكشف رئيس الوزراء القطري انه تم التوافق على مضامين «اعلان الدوحة» الذي سيصدر في نهاية المؤتمر، وقال إنه «سيشكل بوابة نحو المستقبل لمكافحة الجريمة».