شهدت خشبة «معهد الشارقة للفنون المسرحية»، مساء أمس الأول، عرض مسرحية «طروادة تنبش قبرها» من إخراج راشد دحنون، الذي أعدها عن نصوص لهوميروس وشكسبير وغوته، وهي من المسرحيات المستضافة من الدورة الخامسة من مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة التي نظمت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.يحاول العرض أن يربط بين أشكال الصراع في المسرحيات الثلاث (سقوط طروادة) و(موت قيصر) و(روميو وجوليت)، لكن المخرج لا يريد أن يحبس نفسه في إطار الزمن الماضي، بل يسعى بدأب إلى ربطها باللحظة الحاضرة، بعدة روابط، سواء على مستوى الأزياء والأكسسوارات أو الحوار، ما جعل العرض بدلالة إسقاطية على الواقع الراهن.استغل المخرج السينوغرافيا بشكل جيد، يخدم رؤيته للصراع، كما حاول اللعب على موضوع الصراع من عدة نواحي، ففي مشهد التفاحة الذهبية، وجه الصراع لمطامع ذاتية، وفي مشهد مقتل قيصر كان هذا الصراع سياسياً، وفي روميو وجوليت، كان اجتماعياً، وهي ولا شك محاولة جيدة، خصوصاً عند الوصول لتلك النهاية التي يحاول فيها روميو التغلب بحبه على القيود الاجتماعية، لكنّ العرض بهذا النسق وضع المتفرج في مشكلة تأويلية، فالصراع عنوان كبير، وربما هو عنوان الوجود كله، ولا يمكن أن نحصي أشكاله، وقد بدا في قضية التفاحة، مختلفاً تماماً عن شكله في حكاية يوليوس قيصر، الذي بدوره يناقض شكل الصراع في «روميو وجوليت»، ما جعل المسرحية غير قادرة على إعطاء كل شكل حقه من التحليل، وتكتفي فقط بالإشارة السريعة إليه، وكذلك جعلها تفقد الانسجام والترابط الذي يسمح باستخلاص رؤية موحدة.