أجمع مسؤولون عسكريون سابقون على أهمية الدعوة التي أطلقها سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ والخاصة بتجنيد الشباب عسكريا لخدمة دينهم ووطنهم في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة. وأشاروا إلى أن انضمام أبناء الوطن للخدمة العسكرية عبر التجنيد له فوائد عديدة من بينها إيجاد قوى وطنية مساندة لعمل القوات العسكرية واستفادة الوطن من مقدرات أبنائه في كل المجالات. جاءت في وقتها الفريق عبدالعزيز هنيدي قائد القوات الجوية الملكية السعودية الأسبق قال لـ «عكاظ» إن دعوة المفتي جاءت في وقتها ونحن نمر بظروف تشهد المنطقة من خلالها تغيرات كثيرة على الصعيد الأمني وتحتاج إلى تكاتف جميع أبناء الوطن وهذا ما شاهدناه، حيث وجد الوطن أبناءه حين ناداهم الواجب. وأنا أؤيد هذا التوجه لفوائده العديدة منها إيجاد دعم نفسي ومادي لزملائنا العسكريين في الميدان، كما أنه يوفر فرصة كبيرة لجميع شباب الوطن لخدمة دينه ووطنه ومليكه. فلا يوجد سعودي واحد لا يتمنى هذا الشرف العظيم الذي يخدم فيه دينه ووطنه. وأضاف الفريق هنيدي إن هناك عدة نماذج مطبقة في عدد من دول العالم في جانب التجنيد للشباب واعتقد بأنه متى ما توافق مع عمر الشباب والسنين الأولى من مرحلة الشباب سيكون مجديا أكثر، فالشباب لديهم الطاقة والحماسة.. وحول المدة المناسبة للتجنيد قال إن هناك عدة مدارس فكرية في هذا الجانب منها ما يكتفي بعدة أشهر ومنها بسنة أو سنتين حسب المصلحة العامة وأنا أرى بأنه من المناسب في المملكة إيجاد مدة سنة للتجنيد الإلزامي وهي مدة يمكن من خلالها للشباب أخذ ما يكفي من العمل العسكري الضروري. فوائد التجنيد وفي ذات الشأن أوضح اللواء الركن الدكتور شامي الظاهري قائد كلية القيادة والأركان في القوات المسلحة الأسبق أن لتجنيد الشباب فوائد كثيرة سواء على الجهات العسكرية أو على أمن الوطن أو على الشاب المجند نفسه. وإيجاد قوى بشرية وطنية إضافية للعمل العسكري أمر إيجابي بكل تأكيد ونحتاج إلى دراسة ذلك بشكل جيد ومعرفة كيف يمكن لنا أن نسخر هذه الخدمة في تعزيز المعرفة العسكرية لدى الشاب وكذلك أيضا كيف يمكن أن يفيد الشاب المجند الجهات العسكرية المتعددة التي تخدم الدين والوطن وكيف يمكن أن نعد جنديا بشكل جيد خلال فترة قصيرة. اللواء الظاهري أضاف بأن التجنيد العسكري يعمل على زيادة الحس الوطني للشاب المجند، كما أن التجنيد يتيح الاستفادة من القدرات الكبيرة الفنية والتقنية لدى المجند من خلال كوادر الأطباء والمهندسين وغيرهم من الفنيين في كل التخصصات ما ينعكس إيجابا على العمل العسكري. ولا يشترط أن يكون المجند خاصا بالمعارك فهناك جوانب يمكن للمجند أن يعمل بها فنحن نقوم بشكل كبير في تسخير كافة القوى الوطنية وهي الطاقة البشرية وتسخيرها لخدمة الدين والوطن وأعتقد أن التجنيد هو أولا وأخيرا للدفاع عن الوطن. تجربة سابقة العميد المتقاعد فاروق العرابي الحارثي يرى أن هناك تجنيدا إلزاميا وتجنيدا تطوعيا اختياريا وهو أمر قامت به الدولة إبان حرب الخليج الثانية لتحرير الكويت، وكان هناك إقبال كبير على التطوع من قبل كافة السعوديين ومن أبرز الأمور التي تطلب من المجند هي اللياقة البدنية ليكون قادرا على الأعمال التي توكل إليه والتفرغ التام للعمل العسكري والانضباط وطاعة الأوامر وتعلم المهارات العسكرية بحسب كل تخصص، فهناك مهارات التعامل مع الأسلحة وحفر الخنادق والهجوم الليلي والهجوم النهاري وغيرها من مهارات العمل العسكري، وهناك جوانب أخرى لا علاقة لها بميدان المعركة مثل الإمداد والتموين والتطبيب والتمريض وغيرها.. وعن العمر المناسب للتجنيد قال لا شك إن العمر الأنسب من 18 سنة إلى 40 سنة هو عمر مناسب للعمل العسكري والمدة لابد أن لا تقل عن ستة أشهر إلى سنة تقريبا.