أسقط «القناصة» السعوديون منذ بداية عاصفة الحزم عشرات من الحوثيين المندسين وسط الجبال الحدودية، المبادرين بإطلاق النار باتجاه رجال الأمن على الشريط الحدودي الفاصل بين السعودية واليمن، فطلقات «القناصة» أشبه بـ«العاصفة» بين صمت «الجبال» المطبق، ووسط ظلمة الليل «الحالك». يتمركزون في مواقع اختاروها بعناية، ويضغطون على الزناد حين يكون «الحوثيين» مبادرين بإطلاق الرصاص، على خط «النار» الفاصل بين حدود السعودية واليمن. القناصة (المدنيون) يُعرفون في أوقات السلم بين المجتمع المحلي بلقب «البواردية» وهم الأشخاص المتفوقون في استخدام أسلحة القنص لصيد الأهداف الثابتة والمتحركة خلال مسابقات القنص التي تقام في الغالب على هامش المناسبات الاجتماعية، وخصوصاً الزواجات التي تقام في أطراف المدن والمحافظات، فضلاً على «بواردية الصيد»، وهم الذين يستهويهم صيد الطيور والحيوانات في أماكن الصيد المعروفة بمدن السعودية، وتدفعهم هذه المهارة إلى السفر وممارسة هوايتهم. أما في الحرب فيعرفون عسكريا بـ«لقناصة»، وهم الأشخاص المتمكنون من إصابة العدو إصابات مباشرة بواسطة أسلحة عسكرية متطورة ومزودة بتقنيات عصرية. وفي الحرب العالمية الأولى استخدم الروس للمرة الأولى بندقية قنص تعرف بـ«smle» وفي الثانية تطور الروس باستخدامهم بندقية «mosin 1891»، وشهدت هذا الحرب تطورات كبيرة لأسلحة القنص شملت عدسات التقريب المتطورة وإضافة ساند الخد إلى السلاح، ومنها انطلقت جيوش العالم كافة لتدريب نخبة من جنودها ليصبحوا قناصين محترفين. ويعتبر «منظار الرؤية» أهم خواص بنادق القنص، لما يمنحه من زيادة في مدى الرؤية تصل إلى 40 ضعفاً، وهنالك أيضاً منظار الرؤية الحراري الذي يمنح القناص فرصة القيام بمهماته وسط ظلام الليل، ومنظار الرؤية المزود بالكمبيوتر الذي يعمل على تحديد الأهداف وإصابتها بمجرد الضغط على الزناد. ويشترط لاختيار القناص أن يكون حاد النظر ويجيد الرؤية ليلاً بشكل جيد، وأن يكون ماهراً في الرمي، ويتمتع بلياقة بدنية عالية، ولديه قدرة كبيرة على التحمل وتتبع الهدف ساعات طويلة. وبحسب تقرير أصدره موقع «غلوبال فاير باور» الأميركي، المتخصص في الشؤون العسكرية فإن الجيش السعودي احتل عام 2014 المرتبة الـ25 عالمياً، والمرتبة الثانية في قائمة أقوى الجيوش العربية، والثالثة في مجال الإنفاق على تطوير قواتها العسكرية على مستوى العالم.