لقي القرار الوزاري الذي أصدره وزير التعليم مؤخراً القاضي بافتتاح حضانات داخل مقار العمل والمؤسسات التعليمية الحكومية والأهلية صدى كبيراً لدى المعلمات والعاملات في هذا المجال، خصوصاً أنه سيوفّر جواً مناسباً للمعلمات والإداريات للعمل والإنتاج، بعيداً عن الخوف على أبنائهن الذين يبقون ساعات طوال مع العاملات المنزليات. وكان وزير التعليم قد نشر على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في وقتٍ سابق تغريدة كان نصّها: "رغبة في زيادة إنتاجية المعلمات، والاطمئنان على أطفالهنَّ، فقد أصدرت للتوِّ قراراً بافتتاح حضانات في الروضات ومدارس البنات الحكومية، والأهلية، والأجنبية". ويتوقع أن يصب هذا القرار في مصلحة الأمهات العاملات ممّن عانين كثيراً نتيجة ترك أطفالهنَّ مع الخدم، في ظل تفشيّ بعض الحوادث الناجمة عن بعدهنّ عنهم، كما أنَّ القرار سيُسهم في الحد من الإجازات التي تضطر لها الأمهات العاملات لرعاية المولود، إلى جانب الحدّ من المشكلات النفسية للأم والإسهام في زيادة الانتاجية في العمل. أثر إيجابيّ وقال الدكتور يوسف الثويني، المدير العام للتربية والتعليم بمنطقة حائل: "إنَّ القرار جاء ليبرهن مدى حرص وزارة التعليم على الاهتمام بالمعلمات والموظفات العاملات وإيجاد بيئة تعليمية متميزة لتؤدي المعلمة دورها التربوي والتعليمي بكل أريحية ومحبة، وذلك بتوفّر وسائل الراحة النفسية والاجتماعية للعمل بعيداً عن الانشغال الذهني والخوف على أطفالها، مُضيفاً أنَّ ارتباط الأطفال بحنان الأم سيكون له الأثر الإيجابي وسيحل كثيراً من التحديات والصعوبات التي كانت تواجهها أسر العاملات بقطاع التعليم. وأشار إلى أنَّه سيكون للقرار انعكاسات إيجابية في إنتاجية الزميلات العاملات في الميدان التربوي، موضحاً أنَّه سيزيل عبئاً ثقيلاً عنهنّ، لافتاً إلى أنَّه سينتج عن هذا القرار أيضاً توفير خدمة بالغة الأهمية للأمهات الموظفات، الأمر الذي سيدفعهن للعمل بروح مطمئنة، إلى جانب أنَّه سيحد من كثرة غياب بعض الموظفات ويشعرهنَّ بالطمأنينة تجاه تواجد أطفالهن بالحضانات في أيدٍ أمينة، بما ينعكس بصورة ايجابية على مستوى الأداء في الميدان التعليمي. حل المشكلات وأكد فهد العامر، رئيس وحدة التوجيه والإرشاد بجمعية التنمية الأسرية بحائل "وفاق" على أنَّ هذا القرار سيؤدي إلى الاستقرار -بإذن الله-، مُضيفاً أنَّ هذا هو ما يهمهم كمستشارين في حل كثير من المشكلات التي تطرأ على الطفل نتيجة ترك والدته له في المنزل وتولي الخادمة شؤونه، بينما هو يبحث عن وجود الأم في أولى سنواته ليرتوي من معينها وينهل من حنانها وعطفها. وأضاف أنَّ وجود مواطنات حاضنات مؤهلات وقادرات على فهم نفسية الطفل والتعامل معه حركياً وسلوكياً وارتياح ذلك الطفل لمن تكون أقرب في التعامل معه كأمه، موضحاً أنَّ لهذا القرار إيجابيات كثيرة حتى على الأم وعطائها في عملها، لأنَّها ستكون أكثر راحة لاطمئنانها على فلذة كبدها؛ لكونه بجوارها وتراه بين كل لحظة ولحظة في أيدٍ أمينة تخاف عليه، مُضيفاً: "إنَّه في بناتنا اللاتي سيقمن بهذا العمل الخير الكثير والرحمة التي تربين عليها وستنعكس آثارها على هؤلاء الصغار، كما أنَّهنَّ سيؤدين الأمانة التي أوكلن إياها". بيئة جاذبة وأوضحت فوزية الجنيدي، مساعدة المدير العام للشؤون التعليمية، أنَّ الحكمة هي أمّ هذا القرار والتخطيط سياسته بهدف الوصول إلى رؤية نطمح لها جميعاً، مُضيفةً: "نحن بهذا نستكمل توجهنا لخلق بيئة جاذبة للطالبة ولمعلمة ليصلح العطاء وليُدعم التميّز، وكنَّا ننتظر هذا القرار وتحقق -بحمد الله-، ونعد قادتنا أنَّنا سنتكاتف يداً بيد لتخطيّ أيّ صعوبات قد تواجه عملية التنفيذ". قرار صائب وبيّنت فلحاء الشمري، مديرة وحدة البرنامج الوطني لتطوير المدارس، أنَّ هذا القرار قرار صائب بكل المقاييس، مُضيفةً أنَّه يعالج عدة قضايا مُلحّة، منها تحقيق الطمأنينة والراحة النفسية للمعلمة، بل ويشمل جميع النساء العاملات، سواءً في القطاع العام أو الخاص، وذلك عندما تتاح لهنَّ الفرصة لوضع أبنائهنَّ في أماكن آمنة -بإذن الله-، موضحةً أنَّ هذا سيساعد عل زيادة الإنتاجية والعطاء بدافعية أكبر وتقليص الفاقد والحد من الغياب والاستئذانات. وأضافت أنَّ ذلك سيُساهم أيضاً في إيجاد فرص عمل نسائية جديدة، خاصةً عند وضع الضوابط والتأكيد عل السعودة، موضحةً أنَّ هذا سيعالج البطالة عند النساء ولو بشكلٍ جزئي، إلى جانب الاستغناء قدر الإمكان عن العمالة المنزلية الوافدة، وكذلك الحد بعض الشيء من الأسعار المبالغ فيها لاستقدام العاملات، لافتةً إلى أنَّ هذا القرار سيعالج بشكل مباشر أحياناً وغير مباشر أحياناً أخر العديد من المشكلات الاجتماعية والأسرية والأخلاقية. وظائف جديدة ولفتت عبير المرمش، التربوية بوحدة البرنامج الوطني لتطوير المدارس، إلى أنَّها استبشرت خيراً بهذا القرار، خاصةً إذا دعم باستحداث وظائف جديدة للمتخصصات في العناية بالطفولة، مُضيفةً أنَّه سيوفر على الأمهات الكثير من الجهد والتعب والقلق، كما أنَّه سيمنح المعلمات دفعة قوية لإعطاء ما لديهنّ من علم، إضافةً إلى استفادة الطالبات ممَّا لدى المعلمات بعيداً عن التوتر وتشتّت الذهن. إجازات الأمومة وأكَّدت حسناء الحماد، التربوية بوحدة البرنامج الوطني لتطوير المدارس، على أنَّ القرار يُبيّن مدى اهتمام المسؤولين بالأوضاع الوظيفية لدى الموظفات، مُشدِّدةً على ضرورة تطبيق القرار في أسرع وقت ممكن؛ لأنَّه سيُسهم في خفض معدل إجازات الأمومة الناتجة عن عدم وجود من يرعى الطفل في غياب والدته، خصوصاً أنَّ الطفل يحتاج لوالدته كثيراً في الشهور الأولى، وبالتالي فإنَّ توفّر هذه الحضانات في مقار العمل سيهيء لهم الأجواء المناسبة والراحة النفسية. استقرار نفسي وأشارت بشاير الثنيان، التربوية بوحدة البرنامج الوطني لتطوير المدارس، إلى أنَّ إصدار هذا القرار أسعد قلوب جميع الموظفات اللاتي يعانين من عدم وجود خادمات منزليات ويطلبن إجازات رغم حاجتهن للراتب، موضحةً أنَّ إنشاء هذه الحضانات داخل مقار العمل سيُساهم في استقرار المدارس وقلَّة طلب الإجازات، إلى جانب توفير الاستقرار النفسي للمعلمات والموظفات نتيجة وجود أطفالهن بالقرب منهنّ في أيدي حاضنات سعوديات، وبالتالي ستستقر أوضاع المدارس والمناهج. علاقات إنسانية وأشادت سارة المشهور، التربوية بوحدة البرنامج الوطني لتطوير المدارس، بقرارات وزير التعليم الأخيرة، التي تصب كلَّها في مصلحة العملية التعليمية، ومنها افتتاح هذه الحضانات في مقار عمل الموظفة، وقالت: "إنَّ من مزايا هذا القرار تعزيز جانب العلاقات الإنسانية في المؤسسة التعليمية كما، مؤكّدةً على أنَّ القرار هو خطوة إيجابية قوية وداعمة لقطاع تعليم البنات، كما أنَّه بمثابة حلم طال انتظاره. وأيّدتها الرأي نورة الموكا، أخصائية اجتماعية بمركز التأهيل الشامل للمعوقين بحائل، مُضيفةً أنَّها تؤيد هذا القرار وتتمنى تطبيقه بشكلٍ عاجل، لافتةً إلى أنَّ كثيراً من دول العالم تسعى لتوفير سبل الراحة للعاملين لديها، وهذا بدوره ينعكس بشكلٍ إيجابيّ على إنتاجيتهم وقدراتهم وإمكاناتهم، ومن تلك السبل توفير حضانات بمقار العمل، ممَّا يُشعر العاملة بالاطمئنان والراحة النفسية وحل كثير من المعوقات التي تصادفها وقت الدوام والتغلّب عليها. تقليل الغياب ورأت رقية التميمي، أخصائية اجتماعية بالابتدائية (الثالثة والثلاثون)، وعضو المجلس الاستشاري للمعلمين والمعلمات بمنطقة حائل، أنَّ القرار جاء موافقاً لرغبات كثير من الموظفات في المدارس وفي مجال التعليم بشكل عام، موضحةً أنَّ المطالبة به كانت من خلال المجلس الاستشاري للمعلمين والمعلمات، لما لهذا القرار من أثر إيجابي كبير في توفير البيئة التعليمية الجيدة وتحقيق التوازن النفسي للموظفات والحد من ضغوط العمل وتقليل الغياب، في ظل غياب الخادمات أو الخوف على الأطفال.