×
محافظة مكة المكرمة

نجاح مشروع «دوامي» في الخطوط السعودية

صورة الخبر

أفادت معطيات رسمية من وزارة السياحة الإسرائيلية، بأن نحو 80 ألف مسلم، من دول إسلامية، زاروا الحرم القدسي الشريف، وصلوا في المسجد الأقصى المبارك خلال السنة الماضية، معظمهم من إندونيسيا، وبينهم ألوف العرب. وعلى الرغم من أن الحكومة الإسرائيلية تبدي ترحيبا ظاهريا بهذه الزيارات، وتعتبرها رسميا «إنعاشا لوضع السياحة في العاصمة»، ومع أن الحديث حتى الآن عن أرقام صغيرة نسبيا، إلا أن قلقا يسود أوساط قوى اليمين المتطرف. فهذه القوى تراقب النقاشات في العالم العربي حول الموضوع، والفتاوى الدينية المتناقضة بشأنه، وهي تخشى من التبعات السياسية للزيارات، حيث يعتبرها مؤيدوها في العالم العربي، «تظاهرات سياسية ضد إسرائيل وضد سيادتها على القدس»، بينما يعتبرها شيوخ فلسطينيون أفتوا بجوازها، «ترسيخا لعروبة القدس وتعزيزا لمقدساتها». وكانت الإحصاءات الإسرائيلية أكدت أن نحو 80 ألف مسلم زاروا القدس وصلوا في الأقصى، بينهم 26.7 ألف سائح من إندونيسيا، و17.7 ألف سائح من الأردن، ونحو 9 آلاف من ماليزيا، ونحو 3300 من المغرب. وقد صدت حرب غزة في الصيف الماضي هذا التزايد في عدد السياح، لكنه نحو 10 آلاف سائح مسلم، دخلوا إلى البلاد، في الأشهر الأولى من العام الحالي، بينهم قرابة 1100 من الخليج العربي، وعدد مماثل من تونس وغيرها من بلدان المغرب العربي. ويصل غالبية الحجاج عبر جسر اللنبي، ما بين الأردن والسلطة الفلسطينية، وقلة عبر مطار بن غوريون. ويقول رائد عطية، مدير وكالة السفريات «هلا تورز» من بيت لحم، إن الكثيرين يريدون الوصول عبر مطار تل أبيب لكنهم يخشون أن يخضعوا لاستفزازات السلطة الإسرائيلية، فنشرح لهم أن كل المعابر تخضع للسيطرة الإسرائيلية. ويضيف أن الزائر المسلم يمر بمعاناة غير قليلة، حيث إن الفحص الأمني على معبر اللنبي، يتراوح بين 8 و10 ساعات، وهذا يثقل على السياح. وحسب رأيه، فهو «جزء من السياسة، وأن إسرائيل تثقل عمدا على السياح المسلمين كي لا يرجعوا إلى هنا». ويقول أحد المطلعين على الموضوع، إن إسرائيل تسمح للسياح الذين يصلون لزيارة واحدة بالدخول من دون ختم جوازات سفرهم على المعبر الإسرائيلي كي لا تثقل عليهم لدى دخولهم إلى بلدان عربية. ولكن من يكرر الزيارة يصبح في نظرها مشبوها، فتصر على دمغ جوازه. المعروف أن زيارة المسلمين والمسيحيين العرب إلى الأماكن المقدسة في القدس، كان مطلبا جماهيريا من أهل القدس، الذين يحتاجونه دعما معنويا واقتصاديا لصمودهم في وجه مخططات السلطة الإسرائيلية المحتلة، التي تعمل على تهويد المدينة والمساس بمقدساتها غير اليهودية. وقد أطلق الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ودار الإفتاء الفلسطينية في القدس، قبل فترة، نداءين رسميين، ناشدا فيهما العرب والمسلمين إلى التدفق بالملايين إلى القدس، وإقامة الصلاة في المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة المشرفة، وفي كنيسة القيامة. في حينها، رد الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس اتحاد علماء المسلمين، رافضا النداء. ورد أيضا، شيوخ كثيرون ممن أدركوا مغزى الزيارات. وقد بدأ الحوار الإسلامي والعربي حول هذا الموضوع، من خلال تأكيد الكثيرين على أهمية الزيارة. وقال مؤيدو الزيارة، إن النبي محمد، قد أتى إلى القدس في ليلة الإسراء، على الرغم من أن المدينة لم تكن تخضع للحكم الإسلامي. وفي هذه الأثناء يبدو أن فتح النقاش ولد شرعية زيارة المدينة. غالبية السياح يأتون من دول إسلامية ليست عربية، كتركيا والهند وإندونيسيا وماليزيا. ولكن هناك مجموعات أخرى تصل من تونس والمغرب والأردن وحتى من دول الخليج، بالإضافة إلى مجموعات إسلامية تصل من الدول الأوروبية.