×
محافظة الرياض

خادم الحرمين الشريفين يستقبل سمو أمير دولة قطر

صورة الخبر

خلال يومين ماضيين سقط 193 قتيلا في الاشتباكات في عدن. فعدن تواجه دولة صالح المنهزمة بكل عمقها وأسلحتها وليس حقيقيا أنها تواجه ميليشيات الحوثي فقط، فصالح استقطب المختلفين ولعب في الزوايا المنفرجة لكي يتمكن من العودة مستغلا الظروف السياسية التي أبقت له دورا يناور من خلاله ولما له من خبرة طويلة في تشكلات النسيج السياسي والمعرفة بنقاط الضعف والقوة، واستشعاره بأن الفوضى حلت بالمنطقة وأن بإمكانه العودة مع ندمه في التفريط بمنصب الرئيس متخذا من بشار نموذجا في البقاء ولتحرق الدنيا، وليس ببعيد تلقيه أموالا داعمة للمساهمة بخلخلة الوضع في جنوب الجزيرة العربية وإدخال منطقة الخليج في حالة عدم توازن.. فاستقطب الحوثيين (أعداء الأمس) وركز على القيادات التي تدين له بالولاء مع المحافظة على القوة العسكرية لكي يتم تحريكها وقت الحاجة، لذلك استطاع اللعب على قضية الطائفية وقضية القاعدة (وبقية الحركات الإسلامية) وقضية انفصال الجنوب. ومعلوم أن الأحداث في تمدد الحوثيين (الذي كان واضحا وبدعم ومشورة صالح) وسعيه منذ وقت مبكر للوصول إلى المحافظات الجنوبية لأغراض متعددة منها: الوصول إلى باب المندب وافتعال حرب مع القاعدة (المتمركزة في المكلا) وإعطاء غطاء وطني لمحاربة الانفصاليين في الجنوب. وصالح يعلم تماما أن كل نقطة من النقاط السابقة تبقي اليمن في حرب طويلة (تعيد الذاكرة العربية إلى ما قبل البسوس).. وكان الواجب على السياسيين الجنوبيين عدم التعرض لفكرة الانفصال، ففي الأزمات الوطنية الكبرى (حين يكون الوطن معرضا لتقويض) يحرم على السياسي إثارة القضايا التي تشتت مخزون المقاومة الوطنية للمواطنين، فاليمن الآن بحاجة ماسة لكل مواطن مخلص للتخلص من الفرقة والشتات الموعودين بهما.. كما أن الأمر لن يقف عند صالح والحوثيين فثمة مخاطر جسام سوف تكون المنطقة على موعد معها.. والقاعدة (وفروعها) تجهز للمنطقة صداعا عاصفا سيذكرنا بما يحدث في العراق وسوريا. ولهذا على اليمن التخلص من العوارض دفعة واحدة خاصة في ظل تواجد عاصفة الحزم، والاستعادة بتواجدها (فمن يريد السلامة عليه الاستعانة بكل الظروف المتوفرة) وعلى اليمنيين أن يتنادوا لإسعاف بعضهم بعضا من غير اتكالية أو تهاون. فالدولة المهزومة الآن تحاصر عدن لكي يظل لها وجود وتظل المتنفذة في مصائر أهل اليمن لذلك على كل المحافظات أن تلبي نداء كل مدينة لأن استعادة اللعبة بمحاصرة عدن يمكن أن يتجدد في مكان آخر.