لم تكن اليمن يوما خارج الاهتمام السعودي، فأمن المملكة من أمن اليمن والمملكة لم تأل جهدا في دعمه والتعاون معه ، فحينما ضرب الزلزال مدينة ذمار قامت بإعادة بناء المدينة كاملة وفي الوقت الذي كان الحوثيون يعتدون على الحدود السعودية عام 2009م كان المستشفى السعودي في صعدة وفي حجة يتلقيان الجرحى من الحوثيين، وقد قامت المملكة بدعم الميزانية اليمنية وبناء المدارس، والمستشفيات، والبنية التحتية، بما يقدر بمبلغ 38 مليار ريال خلال عشر سنوات. عندما انطلقت «عاصفة الحزم» كانت الأوامر تسير على ما كان يوصي به النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تقتلوا شيخا، ولا طفلا، ولا امرأة، ولا تقطعوا شجرا، ولا تحرقوا زرعا، ولا تذبحوا إلا ما تأكلون». فجاء القصف معتمدا على القنابل الذكية والمعلومات الدقيقة والتركيز على تدمير الصواريخ ومخازن الذخيرة ومراكز السيطرة والمواقع العسكرية دون المساس بالمدنيين أو البنية التحتية اليمنية. لهذا تمكنت قوات التحالف من السيطرة على الأجواء اليمنية خلال الخمس عشرة دقيقة الأولى، وخلال ثلاثة أيام سيطرت قوات التحالف على الموانئ لمنع الإمدادات الخارجية لدعم المتمردين على السلطة الشرعية، وبعد أن أضعفت قوات الحوثيين وصالح، وواجهوا قوات شعبية في كل من الضالع وشبوة وأبين ومأرب منعتهم من التقدم نحو حضرموت، توجهوا نحو النقطة الأضعف وهي عدن وشكلوا تهديدا للجاليات والهيئات الدبلوماسية، مما اضطر قيادة التحالف إلى تقديم المساعدة لهم على سفن سعودية وغير سعودية وتوفير الحماية الجوية. وأكد المتحدث باسم التحالف العميد الركن أحمد بن حسن عسيري، أن القوات تعي حجم المسؤولية تجاه الشعب اليمني وأمن وسلامة المنطقة، وأن إحدى هذه المسؤوليات هي الجانب الإنساني. لقد حاول الحوثيون وحلفاؤهم أن يشوهوا سمعة التحالف، فضربوا بقنابل الهاون مصنعا للألبان، فما كان من أبناء الشعب اليمني الأحرار إلا أن التقطوا صورا للقصف الحوثي، كما اختبأ الحوثيون في مباني المدنيين ووضعوا الأسلحة والمضادات فوقها فما كان من المدنيين إلا أن هربوا من هذه المباني فباءت كل المحاولات بالفشل، فلم تجد إلا أن تطلب من روسيا أن يتقدم إلى مجلس الأمن طلبا للهدنة كي يلتقط الحوثيون أنفاسهم ويعيدوا تشكيل قواتهم. إن «عاصفة الحزم» تمثل أول هجوم على المتمردين يراعى فيه الجانب الإنساني ويحترم القوانين الإنسانية مما يؤكد على أن الإسلام دين السلام والإنسانية.