×
محافظة المنطقة الشرقية

محافظ رأس تنورة يدشن حملة للتبرع بالدم

صورة الخبر

قرأت أنه حدث يوما أن نشرت صحيفة (ميرو) التي تصدر في نيويورك صورة للنائب الأمريكي هاملتون (فيش) ـــ ومعناها سمكة ــ وفي نفس الصفحة نشرت صورة لسمكة استوائية، فغضب (هاملتون) وهدد برفع قضية (عليها). وفي اليوم الثاني نشرت الصحيفة اعتذارا بجانب صورة النائب والسمكة قائلة: ان هناك التباسا وتشابها بالأسماء فقط لا غير. وهذه الحادثة الواقعية ذكرتني بحادثة واقعية أخرى حدثت في (بلاد العرب أوطاني)، وذلك قبل ردح من الزمن لا أتذكر تاريخه. فقد كان هناك زميل لي مولع بلعب كرة القدم، وأسس مع أقرانه فريقا (حارويا) يلعبون فيه كل يوم على ملعب ترابي، وكان ذلك الزميل وقتها في أول مراحله الدراسية الثانوية، وهو بالمناسبة يتمتع بوسامة كبيرة، كما انه محب للفت الأنظار وتسليط أضواء الإعلام عليه. واستطاع بشكل أو بآخر أن يغري أحد المحررين الذي يعمل في إحدى الصحف بأن يجري معه (روبرتاجا) يتحدث فيه عن فريقهم الصغير هذا، وينشره في الصفحة الرياضية. وفعلا حضر المحرر لملعب الفريق، وبناء على رغبة الزميل التقط له صورة وهو يبتسم، والتقط صورة أخرى لمدرب الفريق كذلك، ووعدهم أن ينشر ذلك التحقيق في التاريخ واليوم الفلاني. وانطلق ذلك الزميل فرحا يطلب من أخته التي كانت في ذلك الوقت تدرس في المرحلة المتوسطة قائلا لها: عليك أن تخبري زميلاتك أن يشترين ذلك العدد من تلك الصحيفة ويشاهدن الصفحة الرياضية تحديدا، ولا تنسي أنت كذلك أن تشتري مجموعة من الأعداد وتوزعينها على زميلاتك لمن فاتهن شراء الجريدة، وتخبريهن وتشيرين لهن على صورتي. وما هي إلا أيام حتى صدر العدد، وإذا بصورة الزميل الوسيم يكتب تحتها بالغلط اسم المدرب، وصورة المدرب العجوز القميء الملامح يكتب تحتها اسم الزميل. بعدها طبعا رجعت أخته للبيت باكية من تهكم زميلاتها عليها وعلى أخيها صاحب الصورة، وحاولت بشتى الطرق أن تقنعهن أن هناك خطأ قد حصل بترتيب الصور والأسماء دون جدوى. فيما جن جنونه هو، واتصل بالمحرر يعاتبه ويشتمه طالبا منه تصحيح تلك الغلطة التي حدثت، غير أن مدير التحرير رفض ذلك رفضا نهائيا. وأذكر أن لقب المدرب كان (حلتيت) ــ وليس في ذلك عيب فكلنا حلاتيت ــ المهم أنه أصبح كل من يقابل ذلك الزميل فيما بعد لا يناديه إلا باسم حلتيت، وكلما شاهدوه غاضبا ازدادوا بنعته به إلى درجة أن ذلك اللقب (ركب) عليه تماما. ولهذا السبب زهد بالرياضة كلها وترك الكرة وترك الحياة الاجتماعية وانزوى إلى أن تخرج وذهب للدراسة في أمريكا، وبعد سنوات تخرج مهندسا ورجع إلى بلاده. وما أن شاهدته بالصدفة بعد طول تلك المدة، حتى سلمت عليه قائلا: أهلا بمستر (حلتيت)، فانسخط وجهه وقال لي ممتعضا: أنت ما نسيت، أنت ما كبرت ؟!