لا أعرف سر غضب الهلاليين من خسارة كأس ولي العهد بعد احتكار دام لست سنوات متتالية؟ لدرجة أنهم من سنوات طويلة لا يمر موسم واحد دون أن يفرحوا ببطولة ويفرحوا منافسيهم بخسارة أخرى وأولئك كانت متعتهم الكبيرة وبطولتهم المفضلة خسارة الزعيم لأي لقب بعد أن أصابهم اليأس من تحقيق فريقهم لبطولة وأي بطولة حتى وإن كانت بدفع رباعي. الطمع الأزرق بلغ مداه ووصل لدرجة لا تطاق حتى أنهم لم يراعوا مشاعر الآخرين ولم يحترموا رغباتهم ولم يؤمنوا بقاعدة يوم لك ويوم عليك فهم خلال الاحتكار السابق لكأس ولي العهد يجعلون من النصر جسراً لعبورهم للذهب وفي كل أدوار المسابقة تارة من دور الستة عشر وأخرى من دور الثمانية وغيرها من دور الأربعة حتى أنهم أبطال النسخة السابقة من أمام النصر أيضا ومع ذلك يستكثرون على النصر تحقيق البطولة ويغضبون من فوزه وهو الذي حرم من تحقيق كأس ولي العهد منذ أربعين سنة ولا يوجد أحد من الفريق حاليا سواء كان رئيساً أو إدارياً أو لاعباً سبق له صعود المنصة بطلاً. وللأمانة غير معقول هذا الجشع ولا يمكن أن يقره عقل أو منطق فهم يريدون أن يستمروا في الأفراح والليالي والملاح مقابل أن يبقى عشاق النصر في هم ونكد وضيقة صدر وضغط وسكر وهذا ليس من الرحمة في شيء. عزيزي الهلالي لولا الحزن لما عرف الإنسان قيمة الفرح ولولا الجوع لما عرف لذة الشبع ولولا المرض ما عرف طعم العافية ولولا الفقر والحاجة لما عرف معنى الغنى والثراء، ومن هذا الباب واعتبر هذا الأمر من باب التكافل الاجتماعي وعليك يا عزيزي الإحساس بمعاناة الآخرين وتلمس احتياجاتهم والعطف واللطف بهم، فمن غير الإنسانية أن تفرح وتبتهج آخر عشرين عاما بالبطولات وتترك غرماءك في سنوات حرمان بل وتتلذ بفرحك وحزنهم وليس من المعقول أن ترغب في التكويش على كل البطولات وتترك لهم الفرح بالركض خلفك. عزيزي الهلالي هل شعرت بمعاناة النصراويين وهم يبحثون عن صورة منجز تعرضها الصحف الصادرة صبيحة يوم اللقاء الختامي ولم يجدوا سوى من الأرشيف باللونين الأبيض والأسود وهل شعرت بحرجهم وهم يشاهدون التقارير التلفزيونية التي تسرد تاريخ البطولة ولم يشاهدوا لقطة واحدة فقط واحدة لمنجز لهم مصوّر تلفزيونيا في كأس ولي العهد في حين أن كل القنوات بكل برامجها يجدون لك ولفريقك تخمة من اللقطات واللقاءات. عزيزي الهلالي هل شعرت بمعاناتهم وأكثر من لاعب في فريقك حقق هذه الكأس أكثر من الغريم التقليدي فالشلهوب مثلا يحتاج النصر لسنوات طويلة كي يتعادل معه في عدد مرات الفوز بكأس ولي العهد وعمره في الملاعب أربعة عشر عاما وتخيّل لو أن الشلهوب بقي في الملاعب ستين عاما وبعد أن تنتهي من التخيّل تأكد أنك أناني بدرجة امتياز. عزيزي الهلالي كفاية طمع واترك للمنافسين فرصة ولو واحدة في الفرح فالحياة ليست على وجه واحد. الهاء الرابعة اضحك مع العالم ولو قلبك حزين اكذب على نفسك مثل ما يكذبون لو كل حزن يكدر الخاطر يبين ما عمرنا شفنا اليتامى يضحكون