بعد استعادة تكريت أصبح الأمريكيون يوجهون أنظارهم تجاه الموصل بينما يريد العراقيون تنظيف محافظة صلاح الدين وإخلاءها من مقاتلي داعش. وبهذا تكون القوات العراقية على خلاف في الرؤية مع شركائهم الأمريكيين لكن كلا الطرفين يريدان طرد الدواعش من المناطق المجاورة لتكريت، فعلى بعد 25 كم من تكريت تقع مدينة بيجي حيث توجد مصفاة تكرير البترول وهي محتلة جزئيًا بواسطة داعش لكن بعد القيام بهذه المهمة التي تبدو يسيرة يختلف الشريكان حول المعارك الأكبر إذ يرى المستشارون العسكريون الأمريكيون أنه من الأفضل الاندفاع نحو الشمال تجاه مدينة الموصل التي اتخذها الداعشيون عاصمة لهم كأمر واقع وهي ثاني أكبر مدينة، ففي هذا يقول الأمريكيون فوائد عسكرية تكتيكية وعملية إذ يمكن بعد هذه العملية تأمين 50% من أراضي العراق ومعظم سكان العراق ثم بعد ذلك يكون الانطلاق نحو الغرب وتدفع بمقاتلي داعش نحو سوريا ولكن المليشيات التي تعاونت مع الجيش العراقي في معركة تكريت تخطط للتوجه غربًا لإجلاء مقاتلي داعش من المدن على طول نهر الفرات في محافظة الأنبار. لكل من هذين الخيارين إيجابياته وسلبياته ولكن هذا الخلاف بين الطرفين يقود لمخاطر شبيهة بما تم في معركة تكريت التي امتدت لشهر بسبب عدم التوافق بين الطرفين ولكن من المتوقع أن تتخذ الحكومة العراقية قرارًا حول هذا الأمر خلال عشرة أيام وتنتظر تكريت عملية إعادة بناء بعد الدمار الذي حل بها بعد الضربات الجوية الكبيرة وعمليات السلب والنهب والحرق التي قامت بها المليشيات الشيعية. ويقول النواب العراقيون في البرلمان إنهم يفضلون البدء بمحافظة الأنبار التي تبدأ من الأجزاء الغربية للعاصمة بغداد، وعلى الرغم من أن عمليات النهب تناقصت إلا أن الشرطة العراقية أوردت أن عناصر من مليشيا حزب الله مارسوا النهب في المتاجر والأسواق في حي القادسية بتكريت حتى يوم السبت الماضي. العراقيون والأمريكيون لديهم أهداف تنافسية ويرى الإستراتيجيون الأمريكيون أن الاستيلاء على الموصل يشكل خطوة أولى نحو سحق داعش.