بمجرد أن يسدل الربيع ظلاله على العالم، تبدأ مصر استعداداتها للاحتفال بشم النسيم، الذي سرعان ما تلازمه حملات موسمية من مباحث التموين لضبط الأسماك المملحة الفاسدة (فسيخ ورنجة) وهما أشهر طبقين للمصريين في هذا الموسم. ويعد التجار لهذا الموسم العدة والعتاد بعد أن يكونوا قد خزنوا كمية كبيرة من الأسماك المملحة، ثم يستعدوا لتوزيعها على محلات الأسماك، ليجنوا بها الأرباح. وغالبا ما تكون هذه الأسماك المملحة منتهية الصلاحية وغير صالحة للاستهلاك الآدمي، ولذلك اعتادت وزارة الصحة المصرية نشر تحذير سنوي بالامتناع نهائيا عن تناول الفسيخ، بشكل خاص، لما يمثله من خطر على الصحة، نتيجة تخزينه بطرق غير صحية وآمنة، وما قد يؤدي إليه من شلل أو وفاة. وفي تصريحات له، الاثنين، قال المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية، حسام عبدالغفار، إن بعض التجار يستخدمون الأسماك الطافية على سطح الماء، التي ماتت وتعرضت لأشعة الشمس، وبدأت تنتفخ وتتحلل وأصبح لها رائحة كريهة ثم يضيفون عليها قليل من الملح ويقومون بتخزينها بضعة أيام ثم يبيعونها على أنها فسيخ.