بعد انطلاق عاصفة الحزم والتي تلقت تأييدا دوليا وإسلاميا وعربيا وخليجيا منقطع النظير، تحاول إيران وعملاؤها في المنطقة تزييف الحقائق من خلال إعلام مغرض وزائف ومضلل، وتدعمها في هذه المراوغات الإعلامية الكاذبة روسيا التي خسرت سمعتها ومصداقيتها في الأزمة السورية وعملية السلام في الشرق الأوسط. وفي مناورة مكشوفة ومفضوحة، طالبت روسيا عبر مجلس الأمن بتوقف حملة الضربات الجوية للتحالف العربي التي تستهدف المتمردين الحوثيين والتي جاءت استجابة لطلب الرئيس هادي تحت مزاعم سمتها موسكو «هدنات إنسانية» نظامية وإلزامية، متجاهلة أن أساس عملية عاصفة الحزم هي استعادة الشرعية ودعم الأمن والاستقرار في اليمن، وليس هدف العاصفة إطلاقا ضرب المدنيين بل ضرب القواعد العسكرية التابعة لصالح والحركة الحوثية المتمردة على الشرعية. والتحرك الروسي داخل مجلس الأمن تناسى أو تجاهل أنه المعرقل الرئيس لاتخاذ أي قرار في المجلس الدولي ضد النظام السوري في السابق، الذي يسانده بكل قوة بل ويمده بالسلاح النوعي الاستراتيجي للفتك بشعبه حسب ما صرح وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل في قمة شرم الشيخ. كما أن الموقف الروسي المتخاذل حيال لجم حركة الحوثي التي اختطفت اليمن كان واضحا وغير قابل للتأويل والاجتهاد وعدم دعم الشرعية في اليمن. إن هذا التناقض في المواقف من قبل موسكو يثير الكثير من علامات الاستفهام حول حقيقة الدور الذي تلعبه كقوة كبرى لها حق الفيتو في النظام العالمي، الذي حان أوان تغييره وجعله أكثر مصداقية وأكثر تعبيرا عن القوى الإقليمية والدولية والمصالح المشتركة. ومن المآخذ على مشروع القرار الروسي، أنه لم يشر من قريب أو بعيد إلى مطالبة الانقلابيين الحوثيين بالانسحاب والعودة إلى طاولة المفاوضات، كما أنه لم يتجاوب مع مطالبة دول الخليج من موسكو بفرض عقوبات اقتصادية على الحوثيين من بينها حظر الأسلحة. وعلى موسكو الاستفاقة من سباتها ودعم الشرعية في اليمن.