أكدت اليونان قدرتها على سداد قسط ديونها المستحق يوم الخميس المقبل التاسع من أبريل (نيسان) لصالح صندوق النقد الدولي. وقال ديميتريس مارداس، نائب وزير مالية اليونان، إن الحكومة تستهدف القدرة على سداد الالتزامات في الوقت المقرر، مشيرا إلى أن إيرادات الدولة في مارس (آذار) الماضي تجاوزت المستهدف. وقال إنه ينتظر موافقة رئيس الوزراء على سداد قسط الديون. وتبدو هذه التصريحات متناقضة مع تصريحات سابقة لأعضاء الحكومة، قالوا فيها إن الحكومة ستسدد مستحقات المتقاعدين ورواتب موظفي القطاع العالم بدلا من دفع نحو 450 مليون يورو مستحق سدادها لصندوق النقد الدولي. لكن تصريح مارداس جاء مع سعي اليونان إلى تبديد المخاوف من تخلفها عن سداد ديونها بعد عدد من التصريحات المتناقضة في هذا الموضوع خلال الأيام الأخيرة. وتشهد اليونان نضوبا سريعا للسيولة لديها، وأوقف مقرضوها من منطقة اليورو وصندوق النقد الدولي مدفوعات خطة الإنقاذ إليها، حتى تتوصل الحكومة الجديدة لأثينا التي يقودها يساريون إلى اتفاق بشأن حزمة من الإصلاحات. ونقلت مجلة «شبيغل» الألمانية عن وزير المالية البلجيكي يوهان أوفرتفيلت قوله إن تأجيل اليونان سداد المبلغ المستحق عليها في 9 أبريل غير وارد، وإلا فإن خروج اليونان من منطقة اليورو لا يمكن استبعاده بعد الآن. وقال إن مجموعة اليورو لن تفرج عن مزيد من الأموال لليونان، حتى تنفذ بعضا من الإصلاحات التي وعدت بها. في غضون ذلك، عقد رئيس الوزراء اليوناني اجتماعا مع الوزراء المعنيين بملف الاقتصاد والتنمية. وعلى ما يبدو فإنهم توصلوا لعدم طلب الجانب اليوناني عقد اجتماع استثنائي لوزراء مالية مجموعة اليورو لإعطاء الضوء الأخضر لتمويل اليونان. وسوف تنتظر أثينا للاجتماع الدوري العادي يوم 24 أبريل في ريغا في ليتوانيا. وناقش رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس، خلال الاجتماع مع الوزراء المعنيين، كل الأمور في ما يخص المفاوضات مع مجموعة بروكسل الممثلين عن الدائنين، وأيضا قضية السيولة المالية في البنوك اليونانية، وكيفية إزالة بعض العقبات للحصول على أموال تستطيع بها الحكومة سداد قسط صندوق النقد الدولي، وفي الوقت نفسه المرتبات والمعاشات. في غضون ذلك، قال مسؤولون في منطقة اليورو إن اليونان أبلغت دائنيها بأن السيولة المالية لديها ستنفد الخميس المقبل، وطلبت مزيدا من القروض قبل الموافقة على الإصلاحات - التي يتوقف عليها تقديم أموال جديدة – وتنفيذها، لكن طلبها تم رفضه. ووفقا للمصادر فإن أثينا تقدمت بالطلب في مؤتمر عبر الهاتف لنواب وزراء مالية منطقة اليورو يوم الأربعاء الماضي، والذي عقد لمناقشة مدى قرب اليونان من تلبية شروط معينة للحصول على مساعدات جديدة. وكان طلب اليونان قد جاء ترديدا لصدى تصريحات وزير داخليتها نيكوس فوتسيس بأن البلاد عليها أن تختار إما أن تسدد 450 مليون يورو لصندوق النقد في التاسع من أبريل، أو تدفع الرواتب ومعاشات التقاعد. وأضاف أنها سوف تختار البديل الأخير، كما أن رئيس الوزراء تسيبراس أشار إلى ذلك قبل أيام موضحا أن اليونان لا يمكنها سداد قسط الدين وسداد المرتبات والمعاشات. ونفى المتحدث باسم الحكومة اليونانية أن بلاده ستتخلف عن موعد سداد مستحقات صندوق النقد، لكن الخيار الذي قالت إنها سوف تواجهه تكرر في اجتماع مغلق مع الدائنين. وتستطيع اليونان الحصول على بقية دفعة المساعدات بقيمة 7.2 مليار يورو من منطقة اليورو وصندوق النقد إذا نفذت الإصلاحات التي اتفقت عليها الحكومة السابقة كشرط للحصول على المساعدات. من جهته، عرض رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا سيجمار غابريل اقتراحا بتجميد أرصدة جميع الأثرياء اليونانيين المتهربين من الضرائب في جميع بنوك الاتحاد الأوروبي. وقال غابريل «عرضنا على السيد تسيبراس أن يجمد حسابات الأثرياء اليونانيين الذين لم يسددوا الضرائب في بلادهم، والاقتراح موجود، ولكن على السلطات اليونانية أن تقوم بذاتها بالعمل على تطبيق ذلك». إلى ذلك، يبحث رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال زيارته المقررة إلى موسكو الأربعاء المقبل، علاقة روسيا والاتحاد الأوروبي في ظل سياسة العقوبات التي تتبعها بروكسل، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية والمصاعب التي تواجهها اليونان في مفاوضاتها مع الدائنين. وقال ديمتري بيسكوف، السكرتير الصحافي للرئيس الروسي «بالطبع ستجري مناقشة العلاقات بين موسكو والاتحاد الأوروبي لكسر سياسة العقوبات التي تنتهجها بروكسل، وكذلك موقف أثينا الممانع لهذه السياسة، وفقا لتصريحات ممثلين عن القيادة اليونانية». ووفقا لبيسكوف سوف تناقش كذلك القضايا الدولية الملحة، وبطبيعة الحال سيتم التطرق من زوايا مختلفة للوضع الاقتصادي الحالي في اليونان. وردا على سؤال حول استعداد روسيا لتقديم مساعدة مالية لأثينا في حال طلبت الأخيرة ذلك، علق بيسكوف «لا أستطيع الجزم في هذه المسألة، هنا لا بد من انتظار المفاوضات، وحسب المواضيع التي سيتم الإعلان عنها من قبل شركائنا اليونانيين». وأضاف بيسكوف أنه خلال المحادثات ستجري مناقشة جدول الأعمال الثنائي، لافتا إلى أن لدى روسيا واليونان جدول أعمال غنيا بما فيه الكفاية لمناقشة العلاقات الثنائية، والتفاعل متعدد الأوجه، ليس فقط على الصعيد الاقتصادي، بل أيضا على صعيد العلاقات الإنسانية والتعاون الثقافي وغيرها.