شغلت الناس في حياتها، وشغلتهم في مماتها، وشغلتهم ما بينهما طويلا! لم تمت الفنانة "صباح" إلا "صباح" الأمس، رغم أننا قتلناها بإشاعاتنا مئات المرات، حتى قبل وفاتها بـ48 ساعة فقط، سرت آخر الإشاعات التي تحمل نبأ وفاتها، فلم تمض ساعات على نفيها حتى وقعت حقا ورحلت الفنانة "صباحا" بعد 87 عاما. بالإمكان إحصاء أغاني "صباح" التي تبلغ 3 آلاف أغنية، وأفلامها التي بلغت 83 فيلما، ومسرحياتها التي وصلت إلى 27 مسرحية. لكن لا يمكن إحصاء إشاعات وفاتها التي تناقلناها، وكأننا نفرح بالموت أكثر من الحياة. وتناقلناها وكأن بقاءها على قيد الحياة ينقص من أعمارنا شيئا. تناقلنا إشاعات وفاتها كثيرا، حتى كان خبر وفاتها كالإشاعة من الصعب تصديقه! تاريخها طويل فنيا فـ"صباح" كانت أبيض وأسود، و"صباح" حضرت بكل الألوان. حتى أصبح كثير من الفنانات يتقن تقليدها أكثر من تقليد أنفسهن، ومع ذلك لم نحترم الفن ولم نحترم الإنسانية، فلم نجد ما ننتقدها به إلا حياتها الشخصية وطول عمرها، رغم أن بيننا أحياء بعمرها وأكبر منها، ولو كانت الأعمار بيد أحد منا لما توانى عن تسجيلها في عِداد الأموات مبكرا! حياة الفنانة صباح مليئة بالأغاني والأفلام والمسرحيات، ومع ذلك تجاوزناها إلى حياتها الشخصية التي هي أيضا مليئة بالإثارة، فعاشت الصحافة الفنية على حياتها الشخصية أكثر مما عاشت على فنها!