نوير الهاجري كصقر كُسر أحد أجنحته، وما زال يحلق بإصرار، أمتنا قد أصابها ما أصاب هذا الصقر، ولكنَّها تختلفُ معهُ بالإصرار. إن مما يشغل العقول، ويدمي القلوب، ويجري بحر العيون، حينما تجد الأُمة قد فتحت أبوابها على مصراعيها دون صد أو ثبات، للفتن وأقوامها للعدو ودواخله؛ حتى تجد شبابها يتهالك بين ميادين الفتن الواسعة، والمشكلات الاجتماعية المتكدسة. ترى شباب الإسلام اليوم، تذبل زهرة عُمره وتضيع بين أفكار ضالة ومداخل مهلكة، وسُبل تُميت ولا تحييّ. إنَّ من يبني مستقبل الشعوب شبابها، وشعوبنا قد بطلت قوتها فتجد شبابها على أثر من ذلك تتشتت قواهم ويندفن كنزهُم العظيم، ما بين ثورة وأخرى، ومشكلة وأُختها. عدم التقيّد بالدين بصورة سليمة معتدلة، عدم الالتزام بأعمال ومشاريع صغيرة والمواظبة عليها، عدم السعيّ في هذه الأرض بكل إيجابية بحثاً عن العلم والعمل، وبالجهة المقابلة تجاهل بعض القطاعات لهذه الموارد البشرية الغالية، التي لن تتشكل قوة الشعوب إلا بها بل ولن تظهر عِزتها ورِفعتها، إلا على يدها بعد توفيق من الله تعالى لهم. مشكلات الشباب تكثر ابتداءً من التطرف، وانتهاء بالبطالة، وما بينهما تجد ارتفاع نسب الطلاق، وقلة نسب الزواج، كثرة الابتعاث للخارج دون أي فائدة، وتسلل الفكر الغربي الدساس لمجتمعاتنا وانتشار المظاهر الأجنبية الغربية الغريبة، التي لا تعترف بها شعوبنا العربية، لا ديناً ولا عُرفاً. إن ما يقع بالشارع الآن لأمر مُحزن، اختصاصاً من شعب لشعب، وعموماً بالأمة الإسلامية كاملة، إن كُنّا سنصورها بصورة صادقة فلن أرى أُمتي إلا كسيرة حتى تلتزم بشرع الله الحقّ ومنهاجه، فـيأخذ كُلّ ذي حق حقه، وتنتشر المساواة بين أفراده، حتى ينعم الربيع العربي بالأمان والسلام، متمسكاً بشريعة الله وسنة نبيّه، مهتماً بشبابه، معيناً له على النهوض بتميز، وصناعة الحياة، لا صناعة الموت. خِتاماً لن تزدهر هذه الأُمة طالما وكما ذكرت أن أغلب شبابها مهمشون، ولن تنتصر هذا الأُمة إلا حينما تحقق وعد الله فتنصر دينه لينصرها كما ذكر بكتابه فقال: «وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ» وكان ذلك وعداً على الله مسؤولاً، ولن يخلف الله وعده -حاشاه وتعالى عن ذلك-. أُمتي، كلمتي الأخيرة: سيطول الدمار ما لم يُرمم.