واصلت أرتال القوات الملكية البرية السعودية والمعبأة بالعدة والعتاد العسكري، مواصلتها زحفها تجاه الحدود السعودية باتجاه اليمن، رغبة في مزيد من التأمين على الحد الجنوبي للبلاد، على أثر عملية «عاصفة الحزم»، التي تجريها قوات التحالف الدولي بقيادة السعودية، استجابة لاستغاثة الشعب اليمني ومنع الميليشيات الحوثية من الإضرار به، ومنع أي إمداد للتنظيم المتمرد حتى انتهاء هذه العملية العسكرية. وفي جولة ميدانية لـ«الشرق الأوسط» في الحدود الجنوبية «الخوبة، والطوال، والعارضة» في منطقة جازان، لوحظ استمرار بقاء السكان في الأماكن الحدودية مع استمرار أنشطتهم اليومية، وأشار المواطن عبد الرحمن الحارثي أحد سكان محافظة الخوبة إلى أن الأوضاع في المنطقة مستقرة، مبينا أنه «برغم سماعنا لأصوات الغارات الجوية وقذائف القوات البرية الملكية السعودية، إلا أننا لم نُبلغ من قبل المسؤولين بالنزوح من المناطق الحدودية». واستهدفت القوات البرية السعودية ميليشيات حوثية على الحدود، بعد أن حاول الأخيرة إلحاق الضرر، بالقوات السعودية، وهو ما أدى إلى الرد المناسب من قبل القوات السعودية. من جهته، قال العميد أحمد عسيري إن تحركات القوات البرية نحو الحد الجنوبي «طبيعية في مثل هذه الحالة، مؤكدا أن الأوضاع في المدن الحدودية الجنوبية للمملكة هادئة جدا ومستقرة»، مبينا أن هناك خططا موضوعة لحماية الحدود وحماية السكان، وفقا لحالة الإنذار، ولا توجد أي عمليات برية في هذه التحركات. وتحاول الميليشيات الحوثية حفر الخنادق على الحدود السعودية، بيد أن القوات البرية المتمركزة على الحدود لا تسمح لها بذلك، وبين العميد أحمد أن قوات المدفعية بالميدان أو طائرات «أباتشي» تقوم بدورها على أكمل وجه، ولن يسمح للميليشيات الحوثية بحفر الخنادق. الدور الكبير الذي تقوم به القوات البرية يلقى كثيرا من الإشادات من سكان الحدود القيادات العليا. ويقول مواطن من محافظة الطوال: «ما يقوم به إخواننا في القوات البرية شيء عظيم؛ فهم يدافعون عن أمن الوطن وساكنيه»، فهنيئا لهم هذا الشرف العظيم. من جهته، ثمن المتحدث باسم قوات التحالف الجهد الكبير للقوات البرية السعودية وقوات حرس الحدود. وتستمر القوات البرية على الحدود باستهداف أي تحرك أو محاولة تجميع قوات في شمال اليمن من قبل الميليشيات الحوثية، ومن يساندها من قوات علي صالح، ويدعم القوات الطيران الخاص بها، الذي تمثله طائرات الأباتشي. وفي نجران، دمرت القوات البرية مصدرا للنيران قادم من اليمن تجاهها، حيث تلقت الحدود السعودية هناك قذائف الهاون قبل أن يُحدد مصدر النيران وتدميره على الفور، وتعمل القوات البرية على كامل الحدود، بهدف منع أي تكوين لقواعد قد تنطلق منها الميليشيات الحوثية لمهاجمة الحدود. القوات مستعدة للتعامل مع أي تهديدات سواء كانت جوية أو برية، على الحدود السعودية اليمنية، لكن إلى الآن لم يُعلن عن حملة برية خالصة إلا إذا دعت الحاجة، بحسب العميد عسيري. من جهته، قال العقيد حسن غشوم لـ«الشرق الأوسط»: «متيقظون تماما لأي تحركات على الحدود السعودية اليمنية، وأي تحرك سيتعامل معه فورا». وبين غشوم أن التواصل مستمر مع بقية القوات المسلحة السعودية، وقيادة التحالف الدولي.