×
محافظة الرياض

«العمل» توقف خدماتها عن مكاتب استقدام تلاعبت بالتكاليف

صورة الخبر

التراث الثقافي للدول ركن أساسي من أركان الهوية الحضارية لأي بلد، والتي تتوارثها الأجيال وتحفظ مكانها في التاريخ الإنساني. من هذا المنطلق، نظمت سفارة الهند بالقاهرة ندوة بعنوان «كلمات على الماء» دارت حول أهمية الحفاظ على التراث الثقافي في مصر والهند وسبل حمايته، وذلك ضمن فعاليات النسخة الثالثة من مهرجان «الهند على ضفاف النيل» الذي يعرض للجوانب الكلاسيكية والمعاصرة للثقافة الهندية في محاولة للتقريب ما بين الشعبين المصري والهندي. وتحدث سفير الهند بالقاهرة، نافديب سوري، في كلمته في مستهل الندوة عن أهمية الإرث الثقافي للشعوب، قائلا: «إن مصر والهند تمتلكان أعرق الحضارات القديمة في العالم، حيث تشتهر الحضارتان بإنجازاتهما الكبيرة وإبداعهما في الكثير من المجالات على مر آلاف السنين». وجاء في الكلمة: «إن الحفاظ على التراث الثقافي الثري والعمل على الارتقاء به من المسؤوليات الهامة التي تقع على عاتق الجيل الحالي والأجيال المتعاقبة أيضا. وسوف يساهم هذا الحوار بين الخبراء والمفكرين من الجانبين في خلق أرضية مشتركة بينهما لتبادل المعلومات وأفضل الممارسات في هذا المجال». أما د. محمد عفيفي، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، فقال في كلمته: «من ليس له ماض ليس له حاضر.. والتراث يعني كل مجالات الأدب والفنون والعمارة، وتمتاز مصر والهند بحضارات عريقة وتراث غني وتربطهما الكثير من أوجه التشابه الحضاري والثقافي». وأشار إلى أن «مصر وقعت على اتفاقية اليونيسكو عام 2005 للحفاظ على التراث غير المادي، وأن العام الحالي شهد إنشاء وحده مركزية لصون التراث غير المادي»، مؤكدا «وجود مشروعات وشراكات بين الهند ومصر في مجال حفظ التراث وتقديمه للعالم بشكل لائق خلال الفترة المقبلة». وأكد المخرج الهندي سانجوري روي، مؤسس شركة «تيم وورك فيلمز»، الراعية للمهرجان الهندي في مصر، على أهمية انفتاح الشعوب على العالم وأهمية التبادل الثقافي بين الشعوب عبر المهرجانات والفعاليات الثقافية، فالحفاظ على التراث لا يتم بالانغلاق والانعزال عن العالم، بل يتم بالانفتاح وتطويع التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة في تأكيد أهمية التراث الثقافي للشعوب، في ظل عصر العولمة وانصهار الثقافات. واتفق معه الفنان التشكيلي محمد عبلة، صاحب الكثير من المبادرات الثقافية المصرية، في أهمية التسويق للتراث والصناعات المصرية خاصة اليدوية منها، مشيرا إلى أن مصر تملك من التراث غير المادي ما يجعلها تفتخر به، وضرب مثلا بفن التحطيب. وأشار د. خالد عزب، رئيس قطاع الخدمات بمكتبة الإسكندرية، والمسؤول عن عدد من مشروعات توثيق التراث المصري، إلى «أهمية المأكولات المصرية كجزء من التراث الثقافي»، كما فعلت ونجحت الهند في ذلك. بينما سلطت مصممة الأزياء الهندية ليلي تيابجي، ورئيسة جمعية «داستكار» للحرف والحرفيين، الضوء على أحد الجوانب الهامة في التراث الثقافي للدول؛ ألا وهو: الحرف التقليدية والصناعات الحرفية. وأوضحت أنه عبر التاريخ الإنساني، صنعت التجمعات البشرية المختلفة لأنفسها لغاتها الخاصة وأكلاتها ودياناتها وتاريخها ومهرجاناتها وتقاليدها وحرفها وأساطيرها. وهذه المظاهر معرضة لخطر الاندثار في العصر الحديث. وقالت: «يؤدي الحفاظ على التراث الثقافي إلى استمرار الهوية الثقافية للبلاد ويحول دون تلاشي تلك المظاهر. لقد أصبحت مسألة حماية التراث الثقافي والحفاظ على الموارد الثقافية وإدارتها بشكل جيد في غاية الأهمية في هذا العالم الذي يتغير بشكل سريع. يجب الحفاظ على هوية البلاد وطبيعتها الجوهرية في مواجهة العولمة». وأشارت إلى أن الحرف التقليدية لها ثقل كبير في الهند، حيث تمثل الجزء الأكبر من الثقافة الهندية منذ قديم الأزل. ولفتت إلى أنها تمثل ثاني أكبر قطاع بالهند في توفير فرص عمل لجميع الفئات العمرية. من جانبه، وأكد د. أشرف رضا، عضو نقابة الفنون المصرية، على أهمية القصور والمباني التاريخية أو الطراز المعماري المتميز في الترويج للتراث الثقافي المصري، متحدثا عن دور الدولة في تحويل تلك الأماكن التاريخية إلى نقاط للإشعاع الثقافي والحضاري، مناشدا الحكومة المصرية إخلاء القصور التاريخية من المصالح الحكومية، لكي تستعيد رونقها التاريخي، ودورها في أن تصبح مصدرا للدخل القومي. يذكر أن ندوة «كلمات على الماء» فعالية سنوية ضمن مهرجان «الهند على ضفاف النيل» وتخصص كل عام لأحد الجوانب الثقافية في الهند مصر، وكانت في الدورتين السابقتين للمهرجان قد ناقشت «قضية الترجمة»، و«الأدب الهندي والمصري.. حوار بين كتاب من مصر والهند». ويخصص المهرجان فعاليات فنية وأدبية وموسيقية على مدار 3 أسابيع من كل عام، وافتتح دورته الحالية النجم السينمائي أميتاب باتشان.