×
محافظة المنطقة الشرقية

«غرفة جازان» تستقبل طلبات المتطوعين

صورة الخبر

وجد بعض الإعلاميين العرب في عاصفة الحزم فرصة لا تعوض لمهاجمة السعودية ومبادراتها. متجاهلا مجموعة من الدول باركت هذه العملية بل وشاركت فيها. فلماذا هذا التخصيص في الهجوم؟ بعض المراقبين الإعلاميين يرى فيه تقديرا لحجم السعودية واعترافا ضمنيا بثقلها وإن أتى على شكل انتقاد. أما البعض الآخر فيرى فيه تراكما من الكراهية وجد في هذه العمليات متنفسا له. وفي كلتا الحالتين الأمر لا يخل من حروب إعلامية تواجهها السعودية منذ توحيدها على يد الملك عبدالعزيز آل سعود. فهناك من الإعلاميين والصحفيين العرب اليوم من ورث تجاه السعودية حقدا "يساريا" امتد لسنوات طويلة. وعلى الرغم من تغير المعطيات والناس والأوضاع إلا أنه لا يزال مرتبطا بهذا الإرث على طريقة "هذا ما وجدنا عليه آباءنا". يقرأ سياسة اليوم ويحللها تبعا لسياسات الأمس التي لا يريد هو نفسه أن يعترف بخطئها وتجاوز الزمن لها رغم كل النتائج والشواهد فهذا ما وجد عليه آباءه، وهذا ما تعلمه، لذلك فهو من دون هذا العلم على خطئه ومحدوديته ورؤيته القاصرة لا شيء. لذا من الأفضل المكابرة والاستمرار بحثا عن قيمة مادية أو معنوية تجاه هذه الأفكار اليسارية البالية. فالسعوديون وفقا لهذه الرؤية "الاستعلائية" من بعض المثقفين والإعلاميين العرب لا يستحقون هذه النعم التي أنعم بها الله عليهم ماديا ومعنويا، وبالتالي هم ليسوا جديرين بفعل عربي قيادي. فقط لأنهم ليسوا بذات المستوى "الثوري" والثقافي الذي سارت عليه ركائب طويلة، كل ما أجادته في مسيرتها الثقافية أو السياسية هو المتاجرة بالقضية الفلسطينية وبدعاوى محاربة القوى الظلامية والاستعمارية، وهنا يجدر بنا ملاحظة قاسم مشترك يجمع بين المستعمرين والمناهضين لهم من هؤلاء الإعلاميين فكلاهما لديه نفس النظرة النمطية للمجتمع السعودي حيث بئر البترول والخيمة إلى جانبه، وسط صحراء قاحلة، هذا كل ما يمكن لهما ملاحظته والقياس عليه. في حالة مرضية من الإنكار لكل ما وصلت إليه المملكة على مستوى الإنسان والإمكانات، إضافة إلى القدرات السياسية والعسكرية التي تقلب موازين القوة اليوم لصالح المنطقة بقيادة سعودية. كما أن هناك نوعية أخرى من الإعلاميين لا ترى في السعودي إلا محرضا على الإرهاب وسببا في التطرّف والدعوة إليه وإذا عمل بعض الأشقاء العرب في دولة مثل السعودية لم يزدهم إلا تشددا وتطرفا. وهنا، وعلى افتراض جدلي أن هذا الأمر صحيح، يجدر بنا أن نتساءل ونسائل هذا المثقف، المعتز بثقافته وتسامحه: ماذا فعل أو قدم ليحمي مواطنيه حتى يتأثروا بهذا الشكل؟ ولماذا يرمي بالعبء على قوة تأثير ثقافة أخرى، عوضا عن أن يفكر في أسباب ضعف ما قدمه من ثقافة؟ يبقى أن هذا التساؤل فقط من باب المجادلة لا أكثر، لكن الحقيقة المرة التي لا يريد أن يقر بها أمثال هؤلاء من الإعلاميين والمثقفين أو حتى من يطلقون على أنفسهم لقب مفكرين، على قلتهم، أن الثقافة العربية واحدة ومرجعياتها واحدة وإن تفاوتت في مظاهرها لذلك نجد من البسطاء والمثقفين العرب من عاش وعشنا معه، يوما بيوم، ومناسبة إثر أخرى، يعلم تماما مدى ما نعانيه ويعانونه معنا من التشدد والتطرف، كما يلمسون بشكل مباشر الجهود السياسية والمجتمعية المباشرة وغير المباشرة لصد هذه الموجة من التطرّف والإرهاب التي لم تؤذ أحدا كما آذت السعودية في أعز ما تملك، في أبنائها، بلفظ ولي ولي العهد ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، لذلك السعودية أذكى وأقدر من أن تراهن على جماعات أوميليشيات إرهابية لحل قضايا سياسية كما تفعل بعض الدول بالوكالة عنها، ولكن هذا ما لا يريد أتباع إيران إعلاميا الإقرار به، ويوافقهم الهوى بعض اليساريين والقوميين حتى لا يخسروا آخر ما تبقى لهم من "حوزات سياسية" تمدهم بالمال والعتاد، لمهاجمة الدولة التي اتفق العالم، كما لم يتفق من قبل، على دعمها والوقوف بجانبها، لا لشيء إلا لأنه يعلم أن ما تبطنه سياساتها لا يختلف عما تظهره، وهذا لُب التعامل الصادق والمقدَّر دوليا وإنسانيا.