مثلما حدث في سوريا حين اهتز عرش بشار الأسد ظهرت داعش وتنظيم القاعدة وغيرها من التنظيمات الإرهابية لتمنح جزار دمشق طوق النجاة ولتجعل المجتمع الدولي يتردد ألف مرة في الإقدام على إسقاط الأسد خوفا من استيلاء الإرهابيين على الحكم، ولتمنح ذريعة لتنظيمات إرهابية شيعية مثل حزب الله للتدخل في سوريا ولتنحرف الثورة السورية إلى صراع طائفي طويل الأمد، حدث نفس السيناريو في ليبيا، ويمكن أن يحدث في اليمن الشقيق ــ لا قدر الله. ففي الوقت الذي كانت المقاومة الشعبية في عدن تواجه ببسالة هجوم الحوثيين قام تنظيم القاعدة بالهجوم على سجن المكلا وإخراج العديد من عناصره، كما قام بالسطو على البنك المركزي، ومن المتوقع أن يدخل في الصراع ليكسبه بعدا طائفيا وحشيا وليربك الإجماع الدولي الذي تم حشده خلف تحالف (عاصفة الحزم). هذا هو الدور الدائم للقاعدة وداعش: (التدخل المجنون في اللحظة ما قبل الأخيرة)، ولو تابعنا مسيرة العمليات الإرهابية لهذين التنظيمين بالذات لوجدنا أنها تأتي دائما عكس مصالح المسلمين والعرب، حيث لا يمكن أن تنفذ هذه العمليات الإرهابية المتوحشة في تل أبيب أو طهران، بل هي غالبا في القاهرة والرياض وبغداد وصنعاء، واليوم ليس ثمة عائق حقيقي أمام الحلم اليمني بالدولة المدنية التي يعمها السلام ــ بعد الضربات التي تلقاها الحوثيون من عاصفة الحزم والتراجع الإيراني الكبير ــ سوى تنظيم القاعدة الذي لا نستبعد أن يحارب المقاومة الشعبية كلما استولت على منطقة ما (مثلما فعلت داعش مع الجيش السوري الحر)، وسوف يتكفل التنظيم فوق ذلك بجرائم تفجير ونحر وحرق تصب كلها لصالح الحوثيين وحلفائهم الذين سيطرحون أنفسهم باعتبارهم الطرف الذي يحارب التكفيريين وإرهابيي القاعدة!. ولحسن الحظ، فإن القوات المشاركة في تحالف عاصفة الحزم جميعها قوات عربية وإسلامية، وليس بينها قوات من الدول الغربية الصديقة، ما سيضعف موقف التنظيم الإرهابي عند مواجهتها، فرغم أنه لا يتردد قي تكفير أي طرف، ولكن سيصعب عليه تجنيد عدد كبير من الإرهابيين لمثل هذه المواجهة التي يواجه فيها طرفا إسلاميا سنيا، كما أن العالم أجمع يعرف أن السعودية وبقية حلفائها الخليجيين والعرب لم تتردد يوما في ضرب القاعدة وداعش، فهي ضد الإرهاب أيا كان مذهبه ولا تفكر بخوض حروب طائفية، وهذه مسألة يجب أن نؤمن بها فعلا لا أن نروجها فقط في الإعلام، فإذا كانت إيران طائفية ومعها أذيالها والقاعدة وداعش كذلك طائفية، فنحن ضدهم جميعا ولا يجدر بنا أن نكون مثلهم.