مع تتابع الاستحقاقات الكروية المحلية والخارجية هذا الموسم تضاعفت إصابات اللاعبين بين أندية الممتاز والدرجة الأولى، خاصة الدوليين منهم، وباتت إصابة الرباط الصليبي شبحاً يطارد هؤلاء اللاعبين، خاصة أن التعافي منها يحتاج إلى فترة طويلة تمتد إلى ستة أشهر ما بين إجراء الجراحة والتأهيل دون إغفال احتمال عدم عودة اللاعب لممارسة نشاطه بذات التألق الذي كان عليه قبل الإصابة مما يضعها كأكبر خطر يهدد مستقبل الرياضي. ويجزم الغالبية بأن إصابة الرباط الصليبي تمثل "البعبع" المخيف الذي يلاحق ويهدد (ركب) لاعبي كرة القدم، والذي اضطر معه عدد من النجوم السابقين إلى اعتزال الكرة وتوديع الملاعب رغم صغر أعمارهم، منهم الدوليون نواف التمياط وفهد المهلل ومحيسن الجمعان وعبدالله الشيحان والقائمة تطول، وإن كان هناك آخرون عادوا وتألقوا بعدها كناصر الشمراني وحسين عبدالغني ونايف هزازي، ومن خارج السعودية النجم الإماراتي عمر عبدالرحمن "عموري". أصابع الاتهام تعددت الأسباب والآراء عن هذه الإصابة وكيفية تفاديها وتجاوزها، فهناك من يشير بأصابع الاتهام باتجاه أرضية الملاعب المحلية وسوئها، وآخرون يوجهونها صوب اللاعبين بإهمالهم وعدم اهتمامهم وحمايتهم لأنفسهم فضلاً عن سوء التغذية واعتماد بعضهم على الوجبات السريعة، دون أن نغفل عادات أكثر ضررا كالسهر وممارسة التدخين وغيرها من السلوكيات الخاطئة التي تضع اللاعب تحت خطر الوقوع في شر الإصابة بشكل عام ومنها الرباط الصليبي. قائمة تتضخم شهد الموسم الجاري تعرض عدد من اللاعبين لإصابة الرباط الصليبي، ومنهم الظهير الأيمن لفريق العروبة سابقاً إبراهيم هزازي، ومدافع الأهلي ونجمه كامل الموسى، ثم مهاجم النادي الفيصلي ريان بلال، فمهاجم الاتفاق زامل السليم، تبعه قائد الهلال ونجمه ياسر القحطاني، ولاعب الأهلي ياسر الفهمي وزميله بذات الفريق منصور الحربي، ولاعب الخليج تركي الخضير، ونجم نادي النصر إبراهيم غالب، ولاعب الاتفاق محمد كنو، وكان آخر المصابين حارس مرمى المنتخب السعودي ونادي الشباب وليد عبدالله. في وقت يخشى الجميع أن تطول القائمة مع تبقي شهرين كاملين على انقضاء المنافسات الكروية، ممثلة في دوري عبداللطيف جميل للمحترفين وكأس خادم الحرمين الشريفين ودوري أبطال آسيا بالنسبة للأندية المشاركة فيها، وكذلك بطولة الخليج. تحذير متخصص اعتبر البروفيسور سالم الزهراني والمتخصص بإصابات الملاعب وأشهر الجراحين السعوديين تخصصاً بهذه الإصابة، أن معدل الإصابات هذا الموسم وبالذات الرباط الصليبي، هذا العام "طبيعي جدا مقارنة بتواجد 30 ناديا ما بين الدرجتين الممتازة والأولى، والضغط الكبير للمباريات المتتالية وتعدد المشاركات داخليــا وخارجيــا، وبالتالي لابد من وقوع الإصابات بشكل عام"، وأكد لـ"الوطن" أن أسباب الإصابة بالرباط الصليبي الأمامي أو الجانبي أو كليهما تعود لعدة مسببات تكمل بعضها الآخر، حيث إن أرضية الملاعب لها اليد الطولى في وقوع هذه الإصابة إضافة إلى ذلك العوامل الأخرى، كالسهر والأرق والغذاء غير الصحي وخلافه. وشدد الزهراني أن تعرض اللاعب لإصابة الرباط "لا يعتبر نهاية المطاف، وتعد عمليتها حالياً سهلة جداً مع تقدم وتطور الطب، ولكن يبقى الجزء الأهم من إجراء العملية وهو (العلاج الطبيعي والتأهيل) المناسب والدقيق والمتواصل دون انقطاع"، مضيفا: "لاحظت تسرع بعض اللاعبين بإنهاء العلاج خلال فترة قصيرة ليعود للعب من جديد، وهذه مجازفة كبرى يرتكبها البعض في حق نفسه ولا تمكنه من التهيئة المناسبة للمشاركة في التمارين والمباريات، وربما تظهر أضرارها مستقبلا، ويصاب بها مرة أخرى فور عودته"، مشددا على ضرورة إتمام برنامج التأهيل الطبي دون تسرع ومن ثم العودة من جديد للملاعب تدريجياً.