تمضي وزارة الشؤون الاجتماعية قدماً في صياغة رؤية جديدة لتوجهاتها تقوم على الفاعلية التنموية بدلاً "الرعوية"، وفي هذا الإطار عقدت الوزارة أربع ورش عمل خلال الأيام الماضية استغرقت 25 ساعة من العصف الذهني واستجلاب الأفكار والمبادرات، وشارك فيها وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي، ومسؤولو وخبراء العمل الخيري والتعاوني ولجان التنمية والمؤسسات غير الربحية. وتهدف الورش إلى استعراض الجوانب الاجتماعية والتنموية والإدارية والمالية والإجراءات وأنماط عمل وتفاعل الوزارة والجمعيات والمؤسسات غير الربحية وتشخيص واقعها واستعراض الحلول والمبادرات التي تكفل التحول في العمل الاجتماعي والخيري من الرعوية إلى التنموية الدائمة باستقلال الفرد وانتقاله من دائرة الحاجة إلى الاكتفاء. واتبعت الوزارة في كل ورشه عمل نمط العصف الذهني والمشاركة في النقاش، حيث ينقسم المشاركون في كل ندوة على عدد من الطاولات المستديرة ويلخصون فيها أبرز التحديات ومن ثم النقاش حول الحلول وبعد ذلك يتم التحول في الجلسة التي تليها إلى المبادرات الخلاقة لتكريس العمل التنموي في المؤسسات والعمل الخيري. ويرى مراقبون أن هذه الورش من شأنها إحداث نقلة نوعية وتوجه جديد في خدمات الوزارة والعمل الاجتماعي والخيري، حيث توقع المراقبون أن تقود مخرجات الورش إلى تغيرات جوهرية في هيكلية الوزارة ومهامها، وأسلوب تعاطيها مع الجمعيات والشرائح المستفيدة من خدمات الوزارة والجمعيات. وكانت أولى الورش الأربع الموسعة مع الجمعيات التعاونية، والورشة الثانية فكانت مع الجمعيات الخيرية، والثالثة مع لجان التنمية الاجتماعية الأهلية، والرابعة مع المؤسسات الخيرية والجهات المانحة، واستهدفت مداولات الورش ومناقشاتها تعزيز التمكين الاجتماعي والاقتصادي للفرد وفق أحدث النماذج التنموية التي تصب في صالح تطوير منظومة العمل الاجتماعي بإشراك ممثلي القطاع غير الربحي لتحديد الأولويات الاستراتيجية للوزارة والجهات الاجتماعية والتعاونية، بمشاركة بيوت خبرة عالمية قدمت للوزارة خدمات استشارية لتشخيص وضعها الراهن من خلال أربعة مسارات هي الإستراتيجية والنموذج التشغيلي، والخدمات، والهيكل التنظيمي، والموارد البشرية وتقنية المعلومات، إضافة لمشاركة الدكتور سالم بن أحمد الديني مدير مركز التميز لتطوير المؤسسات غير الربحية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ومستشار الوزير للتنمية والتطوير وحضور عدد من المختصين والخبراء والمستشارين، كما اشتمل برنامج أعمال الورش الاطلاع على تجارب الدول الأوروبية والأميركية والآسيوية في العمل التنموي. وتناولت الورشة الأولى تحديد أهم الصعوبات والتحديات التي تواجه الجمعيات التعاونية في المملكة ودور وتطلعات الجمعيات، والدور المطلوب من الشؤون الاجتماعية لدعم وتحضير الجمعيات وإيجاد التكامل بين خطط الوزارة وأولوياتها وبين الجمعيات التعاونية، وكيفية قيام الوزارة بدور أفضل لدعم الجمعيات، ومجالات التحسين الرئيسية، كذلك تم التطرق إلى مفهوم العمل التعاوني وكيفية تسويق المنتجات والوصول لتمكين الأفراد في المجال. وفي الورشة الثانية التقت الوزارة بمسؤولي الجمعيات الخيرية لتحديد أهم الصعوبات والتحديات التي تواجهها الجمعيات، والأدوار التكاملية مع الوزارة في تذليل العقبات التي تواجه العمل الاجتماعي التنموي، وخلق المبادرات الكفيلة بالارتقاء بالفرد، وتطرقت ورشة العمل الثالثة لعمل لجان التنمية الأهلية، لمعرفة ماهية الصعوبات والتحديات التي تواجهها هذه اللجان، ووضع مقترحات ومبادرات لتحسين آلية العمل للوصول إلى أعلى معايير النجاح. وتم تخصيص الورشة الرابعة لتحديد الصعوبات والتحديات التي تواجه المؤسسات الخيرية، ودورها وتطلعاتها، والدور المطلوب من الوزارة لدعم المؤسسات الخيرية وإيجاد التكامل بين خططها وأولوياتها مع المؤسسات الخيرية وكيفية قيام الوزارة بدور أفضل لدعمها والانتقال بكافة أعمالها نحو التنمية المستدامة بدلا عن الرعوية الوقتية.