حينها ترجف الأرض، وتتزعزع الجبال تحت الأقدام، ولا ينفع حميم حميماً، حتى وإن دخل في كهفه في صعدة فلن يؤويه، حتى وإن توسل بالأهالي فلن ينفعوه، ولن ينفعه إلا شيء واحد فقط، أن يرمي السلاح، بل لا يرميه، لكن يسلّمه للسلطات الشرعية في اليمن، ويعود أدراجه إلى كهفه، إن كان يبقى له كهف. والعاصفة تدخل يومها السادس، لم تغلق القيادة السياسية في المملكة العربية السعودية باب الحوار، بل أبقته مفتوحاً، وما زالت تدعو كل من تمرّد أن يعود إلى العقل، وإلى طاولة الحوار، هي تقول هذا والعاصفة في أوج عصفها، لكنها النزاهة وقت الانتصار، والتواضع ساعة القوة، والتعاطف على البقية الباقية من الشعب اليمني، الذين لا حول لهم ولا قوة، وإنما زُج بهم في هذه الويلات التي أنهكتهم، منذ أن استولى الحوثي على صنعاء ومفاصل السلطة فيها، وأخذ يفاوض على فوهة البندقية. هذه العاصفة أسست لأمر لم يحدث من قبل، وهو أن نرى الفعل قبل القول في قرارات القمة العربية، فلأول مرة في تاريخ القمة العربية يحدث مثل هذا، ثم إنها الملهمة للقادة العرب أن يقروا إنشاء قوة عربية مشتركة، بعد نداء دام 70عاماً، حينما تعصف العاصفة مثل هذا وأكثر قد يحدث. القيادة اليمنية تطلب أن تستمر العاصفة حتى تتراجع العصابة الحوثية، ويسلّم قادتها أنفسهم، وأنا أقول هذا بعيد جداً، لأن أسيادهم لن يعطوا أمراً كهذا، ولن يسمحوا لهم بفعل ذلك، ولن تطاوعهم النفس الشيطانية التي سكنتهم أن يفعلوا هذا، أمَا من شيء آخر يأذن بانتهاء العاصفة؟ أمّا صالح فقد رضخ، وصرح بابتعاده وعصابته عن الحكم من أجل أن تضع الحرب أوزارها، لكنك تأخّرت يا «فخامة الرئيس»، ولن يصدقك اليوم إنسي وأنت الذي نكثت العهد بالأمس، وتنكرتَ لليد التي عالجتك من حروقك، يوم كنت فحمة في لفافة سوداء. وقبل أن تهدأ العاصفة، ينبغي على القوى السياسية أن تنطلق على الأرض، بغطاء جوي من العاصفة، لتسترد البلد من مغتصبيه، وتبني حياتها من جديد!