×
محافظة المنطقة الشرقية

"ديوان المظالم" يدشن حسابه على "تويتر"

صورة الخبر

روسيا أعربت عن قلقها بأن العاصفة سوف تعرقل مفاوضات إيران مع مجموعة 5+1، ولا أدري لماذا تحرص روسيا على تقريب إيران من عدوها الغربي، لكن ما أعرفه هو أن أوراق إيران قد تلخبطت ليس في اليمن فحسب وإنما في كل المنطقة. وفي المقابل ارتفعت معنويات العرب الذين تحولوا منذ عام 1973م إلى دول تتلقى الإهانات تلو الأخرى، لدرجة الشعور بهزيمة داخلية لم ينتشلنا منها سوى عاصفة الحزم، التي جاءت لدعم الشرعية، وإزالة معوقات الحوار بين الفرقاء اليمنيين عاصفة الحزم لم تعصف بالحوثيين فقط وإنما أيضا بعثرت طموحات إيران في المنطقة. فإيران منذ عام 1979م عندما بدأت ثورتها عملت على تصديرها من خلال عدة نماذج فشل بعضها ونجح البعض الآخر، واكتشفت إيران أن نموذج "حزب الله" في لبنان يعد الأفضل، ولذلك استنسخته في اليمن من خلال "أنصار الله"، وكان المطلوب أن يكون عبدالملك الحوثي بمثابة مرشد الحزب، وزعيمه الروحي، وأن يتولى "أنصار الله" العمل الميداني بما في ذلك من أدلجة وكسب قاعدة شعبية وتمرير شعارات تخدم ولاية الفقيه، وبذلك يكون الحوثي بفعالياته المتعددة هو قاعدة تخدم أهداف إيران في اليمن تماما كما يفعل حزب الله في لبنان، ونظام الأسد في سورية، وعدة رؤوس في العراق، ويملك القدرة على تنفيذ الأوامر داخل اليمن وخارجها. حين قامت الثورة في إيران عام 1979م، لم يكن العالم العربي والإسلامي يعاني من التنظيمات الإرهابية، وبعدها ببضعة أشهر، وعقب احتجاز الدبلوماسيين في السفارة الأمريكية ب 16 يوما فقط اعتدى جهيمان على الحرم المكي، وجاء معه بالمهدي المنتظر، ونشأت عدة تنظيمات قامت على استنبات التجربة الإيرانية في المجتمعات الإسلامية. ويشير ماثيو ليفيت من معهد واشنطن للدراسات، إلى أن النظام في طهران يوظف "سياسة خارجية عدوانية تعتمد بشكل كبير على نشر قواعد سرية في الخارج لجمع المعلومات الاستخباراتية ودعم العمليات الخارجية. باعتبار إيران أنشط دولة راعية للإرهاب في العالم وتشجع «حزب الله» أيضاً على القيام بذلك، فهي تعتمد على العمليات الإرهابية لدعم مصالح السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية". عاثت إيران فساداً في العراق منذ عام 2003م، وكان ذراعها في تنفيذ مهمتها في تسليح وتدريب المليشيات الشيعية هو حزب الله اللبناني الذي أعفى إيران من الحرج الذي تسببه عجمة لسان قادتها في العراق، فالحزب أقرب إلى بعض العرب الشيعة، وبالتالي نفذ مهامه باحترافية، ويقال بأن الحزب تلقى من إيران عندما ارتفعت أسعار النفط حوالي مليار دولار أمريكي على شكل مساعدات. وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس صرحت ذات يوم بأن: "إيران هي الدولة التي تعد.. البنك المركزي للإرهاب في مناطق مهمة في منطقة الشرق الأوسط مثل لبنان من خلال حزب الله، ولدينا مخاوف عميقة حول ما تفعله إيران في جنوب العراق". وتشير بعض المصادر إلى أنه في عام 1995م نظّم " الحرس الثوري الإيراني مؤتمرا شاركت فيه منظمات.. متهمة بالضلوع في الإرهاب.. كالجيش الأحمر الياباني، والجيش السري الأرمني، وحزب العمال الكردستاني، وحزب الدعوة الإسلامية العراقي، والجبهة الإسلامية لتحرير البحرين وحزب الله في بيروت. وذلك لغرض وحيد، وهو توفير التدريب لهذه المنظمات، والتي من المفترض أن تساعد في زعزعة استقرار دول الخليج وتقديم المساعدة للمسلحين في هذه البلدان ليحل محل الأنظمة القائمة حكومات تشبه النموذج القائم في إيران"، وبالتأكيد فقد كانت اليمن مهمة للتسريع في إحكام قبضة إيران على المنطقة. والمتتبع لتاريخ إيران في دعم الإرهاب سوف يجد ملفات ضخمة ويستغرب كيف نجت إيران من عواقب أفعالها. فحزب الله على سبيل المثال لا الحصر فجّر عام 1983م مقر السفارة الأمريكية في بيروت ما أسفر عن قتل 58 أمريكيا ولبنانيا، وفي ذات الوقت قصف الحزب ثكنة للمارينز الأمريكي وبعض القوات الفرنسية وقتل 241 أمريكيا و58 من قوات حفظ السلام الفرنسية، وثبت أن حزب الله هو من نفذ الهجوم بإيعاز من الحكومة الإيرانية، وفي العام نفسه حدثت تفجيرات الكويت بالتعاون مع حزب الدعوة العراقي، ولاحقا تم تفجير مرافق تابعة للسفارة الأمريكية في بيروت وقتل 24 شخصا، وفي منتصف عام 1985م تم اختطاف طائرة خطوط TWA، واحتجاز 39 راكبا أمريكيا لعدة أسابيع. يضاف إلى ذلك أزمة الرهائن في لبنان إذ تم اختطاف 96 فردا من 21 جنسية معظمهم من الأمريكين والأوروبيين. وفي عام 1988م اختطفت طائرة كويتية وأجبر قائدها على الهبوط في مدينة مشهد الإيرانية وطالبوا بالأفراج عن 17 مقاتلا شيعيا كانوا مسجونين في الكويت. وفي منتصف عام 1994 قتل الحزب 95 شخصا في معبد يهودي في الأرجنتين، وفجّر طائرة وقتل 21 راكبا في بنما. وفي مطلع العام 1996م تم تفجير الخبر، وحكم قاض امريكي عام 2006م بأن ايران مسؤولة عن الهجوم. هذا السجل الحافل بالإرهاب ارتكبه نيابة عن إيران حزب واحد هو حزب الله، وجرى تجهيز وتدريب "أنصار الله" في اليمن للعب الدور نفسه. إيران لم تكتف بحزب الله، ولا بما نفذته قوات الباسيج الإيرانية، والحرس الثوري، وفيلق القدس، وما قام به الحوثي في اليمن، وإنما خلطت الأوضاع في المنطقة بحيث زاوجت بين الطائفية والإرهاب، وترعرعت على عين استخباراتها تنظيمات القاعدة وداعش، واستطاعت استخدامها بما يخدم أهدافها التوسعية، وما لم تسهم إيران في رعايته من التنظيمات الإرهابية فقد نشأ لمعارضتها احساسا بالعجز والإحباط جراء بلطجتها دون رادع في المنطقة. قنوات فضائية كانت إلى ما قبل عاصفة الحزم تهاجم بلادنا، انقلبت حالها لتعبر عن رضاها بالعاصفة، ولم يشهد التاريخ الحديث مثيلا لهذا التأييد الذي حظيت به عاصفة الحزم. روسيا أعربت عن قلقها بأن العاصفة سوف تعرقل مفاوضات إيران مع مجموعة 5+1، ولا أدري لماذا تحرص روسيا على تقريب إيران من عدوها الغربي، لكن ما أعرفه هو أن أوراق إيران قد تلخبطت ليس في اليمن فحسب وإنما في كل المنطقة. وفي المقابل ارتفعت معنويات العرب الذين تحولوا منذ عام 1973م إلى دول تتلقى الإهانات تلو الأخرى، لدرجة الشعور بهزيمة داخلية لم ينتشلنا منها سوى عاصفة الحزم، التي جاءت لدعم الشرعية، وإزالة معوقات الحوار بين الفرقاء اليمنيين. لمراسلة الكاتب: aaltayer@alriyadh.net