×
محافظة المنطقة الشرقية

30 ألف كشاف عالمي يرفعون شعار «روح الوحدة»

صورة الخبر

أظهرت تسجيلات الصندوق الأسود لطائرة «جيرمان وينغز» أمس التي تحطمت الثلاثاء الماضي في جبال الألب الفرنسية أن قائد الطائرة كان يصرخ طالبا من مساعده أن يفتح «الباب اللعين!» لقمرة القيادة قبل دقائق من وقوع الكارثة. وهذه المعلومات أوردتها صحيفة «بيلد إم سونتاغ» الألمانية في عددها الصادر أمس، مشيرة إلى أن الركاب بدأوا يصرخون قبل دقائق من اصطدام الطائرة بجبل. وأكد مدعي مارسيليا، جنوب شرقي فرنسا، أن «هذا التسجيل يدل على أن مساعد الطيار أندرياس لوبيتس أقفل باب القمرة بعد خروج الطيار لفترة وجيزة وشغل عملية الهبوط إلى الأرض». ولم يكشف تفاصيل الحوار بين الرجلين. وأثبتت معطيات جهاز التسجيل الذي انتشل من مكان تحطم الطائرة في جنوب شرقي فرنسا أن مساعد الطيار أقفل باب قمرة القيادة من الداخل بعد خروج الطيار لفترة وجيزة، قبل أن يدفع بالطائرة إلى الأرض. وكانت الطائرة التابعة لـ«جيرمان وينغز»، وهي تابعة لشركة «لوفتهانزا» للرحلات الزهيدة، تقوم برحلة بين برشلونة ودوسلدورف عندما تحطمت الثلاثاء الماضي في جبال الألب الفرنسية مما أدى إلى مقتل 150 شخصا كانوا على متنها. ويبدو أن مساعد الطيار أندرياس لوبيتس كان يعاني من مشكلات نفسية وكان قلقا على عواقب مشكلاته الصحية على مسيرته المهنية بحسب ما كشفت عدة وسائل إعلام. ويرجح المحققون فرضية عمل متعمد من مساعد الطيار الذي كان يجب ألا يكون يتولى هذه الرحلة بسبب قرار طبي يوصي بألا يعمل. ووقع حادث تحطم طائرة في وقت سيء جدا الشركة الطيران لـ«لوفتهانزا»، المجموعة الأوروبية العملاقة للنقل الجوي التي تواجه منافسة حادة مع شركات الرحلات بأسعار زهيدة ونزاعا مع طياريها. وقال رئيس «لوفتهانزا» كارستن شبور الذي تسلم منصبه قبل أقل من عام إنه «يوم أسود لـ(لوفتهانزا)»، بينما أكدت المديرة المالية في المجموعة سيموني موني إنه «على الأرجح أقسى يوم في تاريخ (لوفتهانزا)». فإلى جانب المأساة البشرية، يمكن أن يضرب الحادث كل الخطة الاستراتيجية لشبور. وكتب جيرالد ويسل المحلل في الشركة الاستشارية الألمانية «ايربورن كونسالتينغ» في صحيفة «هادنلسبلات الاقتصادية» الألمانية: «بالنسبة لشبور، سيكون من الصعب الدفاع عن استراتيجيته للرحلات الرخيصة». أما المحلل في مجموعة «دي زد بنك ديرك شلامب»، فرأى أن «الحادث يمكن أن يقضي على مفهوم الرحلات الزهيدة». وتحدث عن «ضربة قاسية لـ(لوفتهانزا)». واعترف ناطق باسم «لوفتهانزا» أن الحادث الذي وقع في جبال الألب الفرنسية «تسبب في سقوط أكبر عدد من القتلى في تاريخ الطيران المدني الألماني». وقال ديرك شلامب إنه «قد يضر بشكل أساسي بسمعة المجموعة المعروفة مؤهلاتها التقنية وصدقها»، موضحا أنه لا يتوقع تحولا استراتيجيا على الفور. ولمواجهة المنافسة الحادة التي جاءت من شركتي الرحلات المنخفضة الثمن «إيزيجيت» و«راين إير» وكذلك شركات الطيران الخليجية والخطوط الجوية التركية، علقت «لوفتهانزا» التي تشرف أيضا على شركتي الطيران «سويس» و «أوستريان إير لاينز»، آمالا كبيرة على شركتيها للأسعار الزهيدة «جيرمان وينغز» و«يوروينغز». وبدأت «جيرمان وينغز» تدريجيا منذ 2013 القيام بكل رحلات «لوفتهانزا» داخل ألمانيا وأوروبا باستثناء تلك التي تقلع من أو تحط في مطاري ميونيخ وفرانكفورت الرئيسيين لرحلاتها. وتقدم «جيرمان وينغز» أسعارا أقل بـ20 في المائة من أسعار «لوفتهانزا» لكنها أغلى من «يورو وينغز» التي يفترض أن تبدأ في الخريف تسيير رحلات طويلة بأسعار زهيدة. ويشكل الانتقال إلى الرحلات الزهيدة الثمن مصدر قلق داخل المجموعة التي تشهد توترا في العلاقات الاجتماعية في الأشهر الأخيرة. و«لوفتهانزا» التي نقلت 106 ملايين راكب العام الماضي، ستخفف من حجم دعايتها. وقال ناطق باسمها إنها «ستحتفل بشكل مختلف عما كان متوقعا بالذكرى الـ60 لولادتها الشهر المقبل». وكانت الشركة شهدت في الماضي حوادث لكن لم تسجل خسائر بشرية بهذا الحجم. ووقع أخطر هذه الحوادث في نوفمبر (تشرين الثاني) 1974 في نيروبي وأسفر عن سقوط 59 قتيلا.