أصبَح المُراقِب للمُؤسَّسات والمُنشآت والمَشروعات في السّعوديّة، يُدرك أنَّ كَثيراً مِن الأعمَال التي يُنفِّذها مَنسوبو بَعض هَذه القطَاعات؛ يَنقصها الإتّقان والإحكَام، الأمر الذي يَجعلني أُذكِّر بحَديثٍ نَبويٍّ شَريف يَقول: (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ)..! وقَبل هَذا الحَديث، أُذكِّر القَارِئات والقُرّاء بالآيَة الكَريمة التي تَقول: (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً)، حَيثُ يَقول المُفسّرون: (لَم يَقُل ليَبْلُوَكُمْ أيُّكم أكثَر عَملاً، بَل قَال ليَبْلُوَكُمْ أيُّكم أحسَن عَملاً، لأنَّ العِبْرَة بجَودة العَمل وإتقَانه، لا بِكَثرته)..! إنَّ إتقَان العَمل وَاجب عَلى كُلِّ صَاحب ضَمير حَي، لأنَّ الإتقَان يَجب أن يَنبع مِن ضَمير الإنسَان؛ وخَوفه مِن ربّه، ولا قِيمَة للعَمل إذَا لَم يَكن مُتْقَناً، وفي ذَلك يَقول الفيلسوف "ديدارو": (لا يَكفي أن تَعمل خَيراً، بَل عَليكَ أن تُحسن صُنع هَذا الخَير)..! ويَبدو لِي أنَّ قلّة الإتقَان -دَائماً- تَعود إلَى الاستعجَال، ولَيس العَجَلَة.. والتَّسرُّع، ولَيس السُّرْعَة.. إذ يُحاول مُنجِز العَمل إنهَاءه كَيفما اتّفق، دون الالتزَام بالجَودَة والإتقَان..! هَذا التَّسرُّع وذَلك الاستعجَال، جَعل خُبرَاء العَمل يُركِّزون عَلى خَاصيّة الاستعجَال، حَيثُ يَقول المَثل الإنجليزي: (الجَودة والاستعجَال قَلّمَا يَجتمعان)، ويَقول "بيليوس الأصغر": (مَا يُعمل بسَرعة لا يُعمل بحِكْمَة)، ويَقول "أفلاطون": (لا تَطلب السُّرعَة في العَمل، بَل اطلب تَجويده)..! أكثَر مِن ذَلك.. يَقول "أفلاطون": (بالإتقَان تَتحقَّق الآمَال)، ولا عَجب في ذَلك، فالإنسَان إذَا أتقَن عَمله حَقَّق في الدُّنيا أَمله..! حَسناً.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: كَثيرٌ مِن النَّاس لا يُتقن العَمل، لذَلك يَضع اللَّوم عَلى غَيره، فاحذَروا -عَزيزتي العَامِلة وعَزيزي العَامِل- أن تَكونوا ممَّن يَنطبق عَليهم المَثَل الإنجليزي القَائِل: (الصَّانع المُهمل يُلقي اللَّوم عَلى أدوَاته)..!!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain