اعلنت الدول العربية الاعضاء في جامعة الدول العربية أمس الاحد عن اتفاق رسمي لتشكيل قوة عربية مشتركة. الاتفاقية تعد مؤشرا غاية في الاهمية. وسيقوم المسؤولون في الدول المشاركة بالتباحث جماعيا حول المسألة وسيتم رفع مقترح متكامل بهذا الشأن الى مجلس الدفاع العربي المشترك في غضون 4 شهور. ووصف عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية القوة بأنها ضرورة ملحة، بينما قال عسكريون وأمنيون عرب ان القوة ستتألف من 400 ألف جندي من صفوة العسكر وسيكون مقرها الرياض أو القاهرة. وسيتم مساندة القوة المشتركة بالطائرات المقاتلة والسفن الحربية والمدرعات الخفيفة. هل هناك سابقة للتدخل؟ ظل تشكيل مثل هذه القوة هدفا يراود الدول العربية على مدى 65 عاما منذ توقيعهما على اتفاقية دفاع مشترك لم تنزل على ارض الواقع إلا نادرا عندما توحدت قوات الدول الخليجية المنضوية تحت مظلة مجلس التعاون لدول التعاون الخليجي لمساعدة البحرين على التصدي لمتظاهري الربيع العربي في عام 2011. هل سيتم نشر القوة المشتركة في اليمن؟ تشير كل المؤشرات التي صدرت من المشاركين في القمة العربية التي اختتمت اعمالها امس بشرم الشيخ الى ان تكوين القوة قد يستغرق شهورا، ما يعني انها قد لا تلعب دورا مهما في الازمة اليمنية الراهنة. بيد أن التحالف الحالي بقيادة المملكة العربية السعودية والذي يشن ضربات على المتمردين الحوثيين في اليمن قد يمثل نموذجا لما قد تكون عليه القوة المشتركة في خاتمة المطاف. هل ستمثل القوة المشتركة جميع الدول العربية الاثنتين والعشرين؟ هذا احتمال غير وارد نظرا لظهور مؤشرات في شرم الشيخ على ان الانضمام للقوة المشتركة سيكون اختياريا. فالقوة، كما هو متصور لها الآن، ستعكس اهتمامات الدول العربية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ومصر.. وإضافة الى مقاتلة القوى المتطرفة كالقاعدة وتنظيم داعش، فإنها قد تنشر لمواجهة ما يهدد الأمن العربي.