أكد كتّاب ومثقفو منطقة نجران أن قرار عاصفة الحزم، من أهم القرارات التاريخية في العصرالحديث، سواء على مستوى تأمين المنطقة العربية من القلاقل والفتن والتدخلات التي تقوم بها دول إقليمية بغية نزع الاستقرار في العالم العربي، أو على مستوى إخراج دولة اليمن الشقيقة وشعبها النبيل من محنة الانقلاب الحوثي، واختراق الشرعية، أو على مستوى بسط نفوذ عربي جديد في الذهنية السياسية عند بعض الدول التي غالت في التعدي على البلدان والشعوب العربية. وقال الكاتب صالح زمانان في تصريح لوكالة الأنباء السعودية: "ليس ثمة حل سياسي محتمل لم تقدمه المملكة كخيار، وليس ثمة عرف أو شرعية دستورية لم يخترقها الحوثي، مما أوجب على المملكة قيادة عاصفة الحزم.. بكل حزم، واقتدار، من أجل اليمن وأهل اليمن الذين عانوا الأمرين في ظل الانقلاب الحوثي على الشرعية، وجعله لليمن ساحة صراعات وفتن، ووعاءً حاضناً لأجندة خارجية، ليس لها من هدف سوى صناعة الميليشيات المسلحة وتكوين مراكز لبث التفرقة والنزاعات والترويج للموت المجاني في الأقاليم العربية"، مؤكدا أن التفاف الشعب السعودي حول بلاده وحكومته الرشيدة إبان إطلاق عاصفة الحزم، يستحق من العالم الذهول والانتباه إلى أن قوة هذا الوطن الشامخ تكمن في أن قضاياه كلها نصرته للحق والضعفاء والمظلومين وتكريساً لمفاهيم السلام والمحبة. من جانبه أوضح مدير مهرجان قس بن ساعدة الثقافي صالح محمد آل سدران أن البت في عاصفة الحزم كان بمثابة الإمساك بيد اليمن قبل السقوط في الهاوية السحيقة التي لن تقف عند حد أو مدى، وقد تجر المنطقة بأسرها لدوامة من النزاعات والفتن البغيضة التي تهلك البلاد والعباد، لذلك كان قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - رعاه الله - حكيماً وتاريخياً لإنقاذ اليمن من الانقلاب على الشرعية والدستورية، ولاستدراك الوضع الأمني في منطقة الخليج العربي، ومنع بعض الدول المعادية من تحقيق مآربها في تكوين أقاليم جديدة من الفتنة والاقتتال والانجراف في قلاقل لا تنتهي. وأشار آل سدران إلى أن المؤازرة الكبيرة للمملكة سواء من دول مجلس التعاون الخليجي أو الدول العربية أو التأييد العالمي لهو دليل على اعتراف العالم بأهمية عاصفة الحزم وأهدافها، ودليل على حكمة قيادة هذه البلاد، حيث كان لابد من تدخل صريح بعد أن فشلت كل مساعي الحوار والتوجهات الدبلوماسية الممكنة جميعها. من جهة أخرى أبان الكاتب مانع اليامي أن عاصفة الحزم أعادت بشكل صريح وفعال التجمع العربي، ووحدت صفوفه التي ما أن تجتمع حتى تصبح مهيبة ورصينة وعالية السور، ولعل اقتراح قوة عربية مشتركة للدفاع عن الأمن العربي لهي من نتائج هذه الخطوة التاريخية في المنطقة، التي ستخرج شعب اليمن الشقيق من أزمة الحوثي الانقلابي وتعيد إليه شرعيته وأمنه وأمانه، وستؤمن أيضا بلا شك منطقة الخليج من التدهورات الأمنية وعدم الاستقرار الذي تقوده بعض الأقاليم وتحاول زراعته في العالم العربي عبر الفتن والطائفيات ومساعدة الميليشيات والمتمردين.