المألوف في الهجاء الشتم والتعريض بشرف الخصم وحسبه ونسبه. هذا ما اعتادوا عليه من أيام جرير والفرزدق والمتنبي إلى أيام الجواهري وصالح بحر العلوم. والظاهر أنه من اختصاص العراقيين. يعبر عن مزاجهم العنفي المتشدد. بيد أنه من الشعراء الهجائيين من تفننوا بالتصوير الكاريكاتيري لخصومهم. كان من أبرزهم عراقي آخر: ابن الرومي. لاحظ ضخامة أنف أحد خصومه ففعل فيه ما فعله الرسام الكاريكاتيري العراقي فيصل لعيبي بأنفي المحترم في أحد تصاويره. بيد أن ابن الرومي لم يكن رساما بالفرشة والألوان وإنما بالكلمات. وبالكلمات والقوافي أمعن في تضخيم عيوب خصومه الجسمية، فقال في أحدهم: وجهك يا عمرو فيه طول وفي وجوه الكلاب طول مقابح الكلب فيك طرا يزول عنها ولا تزول وأنت من بيت أهل سوء قصتهم قصة تطول لاحظ في مناسبة أخرى وشخصية مختلفة سوء توضيب لحية الرجل فانبرى في وصفه بهذه الأبيات: إن تطل لحية عليك وتعرض فالمخالي معروفة للحمير علق الله في عذاريك مخلاة ولكنها بغير شعير ومن رسومه الكاريكاتيرية الكارتونية المتحركة تصويره لرجل أحدب أو قل مكور الظهر، فقال فيه: «قصرت أخادعه وغار قذاله فكأنه متربص أن يصفعا وكأنما صفعت قفاه مرة فأحس ثانية لها فتجمعا»! ويعود إلى شغف الرسامين الكاريكاتيريين بالأنف وطول المنخار. التقى بواحد من هذا القطع فلم يتمالك غير أن يقول فيه: «لك أنف، بل أنوف! أنفت منه الأنوف ومن الشعراء الكاريكاتيريين الذين أعجبت بوصفهم وتصويرهم أبو القاسم الواساني، وهو ما سأفرد له مقالة خاصة.