اختارت مجموعة من الفنانين التشكيليين الكرد طبيعة إقليم كردستان موضوعا لمعرضهم الذي تم افتتاحه مؤخرا في مدينة السليمانية؛ العاصمة الثقافية للإقليم، وبينت المجموعة أن الهدف من المعرض هو إعادة جمال الطبيعة إلى المدن عن طريق مجموعة من اللوحات الواقعية. وقال الفنان جينر نزار، المشرف على المعرض وأحد الفنانين المشاركين فيه، لـ«الشرق الأوسط»: «شارك في المعرض 11 فنانا من بيت بديع باباجان الفني، نحن نعمل دائما على شكل مجموعة، نختار معا في كل مرة موضوعا واحدا لنجعله مادة للوحاتنا، هذه المرة اخترنا طبيعة كردستان الخلابة، لذا بدأنا مشروعنا بالتوجه إلى الطبيعة لنقل الصورة التي نريد أن نوصلها إلى المشاهد، ونظمنا هذا المعرض في غاليري آزاد شوقي وسط مدينة السليمانية». وامتازت لوحات المعرض بالألوان البراقة التي ألفت أجواء ساحرة للزوار، فوجدوا فيه ما كانوا يفتقدونه بسبب ازدحام المدن وتطور الحياة في المدينة بعد أن غادرتها الطبيعة، فقد استطاع الفنانون الشباب المشاركون فيه أن يعيدوا هذا إلى مخيلة محبي الفن التشكيلي، وذلك عبر لوحات واقعية وأخرى رومانسية وانطباعية، مبتعدين، في الوقت ذاته، عن الفن الحديث والتجريد. وعن أسباب اختيار هذا الموضع في لمعرضهم، قال نزار: «اخترنا هذا الموضوع، لأن طبيعة الإقليم وبكل ما تحمله من جماليات غادرت المدن، لذا نحن نريد إعادة هذه الطبيعة الخضراء عبر لوحاتنا إلى ذهن المشاهد، ونحاول إيجاد أجواء هادئة تبعده عن مشكلات الحياة وصعوباتها». وأضاف نزار: «استخدمنا في رسم هذه اللوحات ألوان الأكريليك والألوان الزيتية، وتشمل اللوحات المشاركة في المعرض كل المدارس الفنية، المعرض يضم 22 لوحة»، مشيرا بالقول: «نحن كنا ننتظر بيع هذه اللوحات ودخولها إلى منازل الموطنين، لكن لحد الآن لم نبع منها أي لوحة وسنعيدها إلى بيت بديع باباجان لتباع هناك»، مشيرا إلى نيتهم في نقل المعرض إلى مدن الإقليم الأخرى لعرضها. من جهته، قال مدير مؤسسة جمال عرفان الثقافية، بختيار سعيد، لـ«الشرق الأوسط»: «نظم المعرض برعاية مؤسسة جمال عرفان والأكاديمي الكردي الدكتور طه رسول، المعرض متخصص في طبيعة إقليم كردستان، واستطاع هؤلاء الفنانون الشباب من العمل بشكل واقعي على هذا الموضوع، وهذا المعرض هو من ضمن خطتنا لتطور أكثر في مجال الفن التشكيلي في مدينة السليمانية بشكل خاص وكافة مناطق الإقليم بشكل عام».