أرجع محافظ بيشة محمد المتحمي ما شهدته المخططات الجنوبية أخيرا إثر تدفق السيول وغرق المخططات العشوائية إلى سوء التخطيط السابق من جهات الاختصاص وللتجاوزات التي قال إنها أصبحت ظاهرة من أصحاب الإحداثات والمعتدين على الأراضي البيضاء. وأضاف: "من يقوم بهذه الممارسات لا يهمه ما إذا كانت المنطقة مجاري للسيول أو غيره وأصبحت تشكل خطرا قائما وسبق أن ناقشناها في المجلس المحلي واتخذنا حيالها عددا من القرارات والتعاميم وتم إشعار بلدية بيشة بخطورة ما يحدث وعلى الرغم من الإجراءات التي يتم اتخاذها ضد هؤلاء إلا أن المخططات العشوائية لا تزال قائمة والمعتدون يغيرون مجرى أودية". وقال: "سبق أن أبلغت رئيس بلدية بيشة بإعادة درس المخططات الجنوبية منذ عامين والبلدية تعمل الآن على المشروع، ومخطط جميع مخطط معروف بالاعتداءات وهي قديمة جدا والآن تشكل خطرا على التنمية ولذلك أصبح لزاما إعادة تخطيطه، وأبلغت بلدية بيشة بأهمية العمل على ذلك رغم وجود ردود غير جيدة من المعتدين وسبق أن قمنا بتشكيل لجنة للتفاهم مع سكان الحي وطالبناهم بأهمية التعاون معنا في تطبيق برنامج تخطيط حديث لأحياء جميع وواجهنا ردود أفعال". وأكد أنه يجب خلال الفترة القادمة اتخاذ إجراءات حاسمة لحماية المدينة من أي عواقب بسبب العشوائيات، مشيرا إلى أنه سيتم درس ما حدث خلال الأيام الماضية وما كشفته أمطار بيشة من سوء وخلل في التخطيط الفني مع الجهات ذات العلاقة. من جهة أخرى، تواصل فرق الجهات الأمنية والخدمية في محافظة بيشة عملها لتلافي آثار تدفق السيول على المخططات الجنوبية وحي المنطقة الصناعية. وكان محافظ بيشة وجه مساء أول من أمس بلدية بيشة والدفاع المدني والمياه والطرق باتخاذ الإجراءات اللازمة للتخفيف من أثر السيول بتشكيل لجنة لرصد الآثار المترتبة على ذلك. من جهة ثانية، أوضح المتحدث الإعلامي للدفاع المدني في منطقة عسير العقيد محمد العاصمي أن فرق الدفاع المدني في محافظة بيشة أخرجت أسرة داخل مركبة عالقة في الوحول بسياراتهم بحي المنطقة الصناعية، كما أخرجت رجلاً محاصرا بالمياه داخل مركبته في المنطقة نفسها التي تعد متنزها للأهالي. كما أدت الأمطار والسيول التي شهدتها محافظة بيشة إلى وصول كميات المياه المخزنة خلف السدود إلى أكثر من 73 مليون متر مكعب. وأوضح مدير فرع المياه ببيشة المهندس عطيه الثقفي أن السيول التي شهدتها المحافظة خلال الأيام الماضية أسهمت في رفع كميات المياه المخزنة. وبين أن منسوب المياه في سد الملك اقترب من 32 مترا، بطاقة تجاوزت 66 مليون ونصف المليون متر مكعب، فيما فاض سد القوباء وبلغت الكميات المخزنة في البحيرة مليوني متر مكعب، وفاض سد وادي هرجاب في صمخ جنوب بيشة للمرة الأولى منذ إنشائه جرّاء الأمطار الغزيرة والسيول التي شهدها المركز خلال الأيام الماضية، وسالت على إثرها شعاب وأودية هرجاب والقاع الغياض وغليلية وهبة وشواحط وخرص وملحة.