×
محافظة الرياض

صفقة بـ 1.5 مليار ريال ترفع مؤشر «عقار مكة» 30 %

صورة الخبر

ان لم يكن الكل فإن الغالبية اسعدهم قرار رسوم الأراضي البيضاء الذي أقر موخرا. أن تأتي بعض القرارات متأخرة أفضل من ألا تأتي بالمرة. هذا ما يجب أن نزيله من ثقافتنا؛ لأن القرار السليم مصير وعندما لا يكون التعامل معه بالحسم ويعمل البعض على تأخيره فقد تترتب على ذلك كثير من العواقب. ما يدهش هو تلك التحليلات المكثفة التي يبرزها المحللون من أهل الاختصاص عن الفائدة والجدوى الايجابية، لذلك القرار سواء للوطن او المواطن على الأمد القريب والمستقبل المنظور وكأن ما يقولونه اكتشف في حينه وكان غائبا عن الأذهان، وفاجأتنا به الاقدار، بينما هو في أساسه حل بديهي لمشكلة ومعاناة تعايش الناس معها لسنوات طويلة، جعلت امتلاك أرض وبناء مسكن عليها من الأحلام الوهمية التي قد لا تتحقق للاكثرية.. ما يحير هنا ويدعو للتساؤل لماذا يتأخر مثل هذا القرار، وتهمش كل تلك الإيجابيات؟ ومن هو المستفيد من التغاضي عما فيه مصلحه للمواطن، وقيادتنا رعاها الله توجه وتسعى لخير البلاد والعباد. إن كان هذا القرار أسعدنا لأنه سيساعد على كسر الاحتكار للاراضي ويجعلها معقولة في السعر، ويحل مشكلة السكن التي ملأت علينا الآفاق بالرغم من اتساع بلادنا حماها الله.. إلا أنه من جانب آخر كان في تأخر صدوره سبب لتضخم المشكلة، مما سيجعل نسبة الحل أقل مما هو متأمل منه لو تم اتخاذه من سنوات سابقة.. لماذا تكون بعض الحلول لمشاكلنا تأتي بعد طول انتظار؟. ولماذا نقبل أن تأتي بعض القرارات متأخرة ونصفق لها بحسرة لنقول عنها: أن تأتي الآن أفضل من ألا تأتي بالمرة.. تلك القرارات التي أخذت من وقتنا سنوات عديدة ومن جهدنا وطاقاتنا الشيء الكثير، ولكنها في النهاية أتت وأصبحت ممارستها طبيعية، حتى المعارضون لها تعايشوا معها واكتشفوا قبل غيرهم عدم حقيقة مخاوفهم التي كانت.. انا هنا لا أنكر أنه في محيط البيت والاسرة الواحدة تختلف الرؤى، وتتعدد الأفكار، وتتفاوت التوقعات، وتتنوع المخاوف، وتتضارب المصالح، ولكن المصلحة العامة ليس من حق أي كان أن يقف ضدها، أو يشكلها بحسب ما يراه وبما يتوافق مع مصالحه الذاتية. ما يكون فيه خير للمواطن، وما يأتي لمصلحة الوطن، وما يحفظ حق الأجيال القادمة.. كل ذلك لا يجهله عاقل ومدرك من أهل الاختصاص، ولكن عندما يفسح المجال لأصحاب الآراء الجدلية ممن يخافون التغيير، ولا يجدون له حاجة ولا يحسبون عواقب الامور، فستبقى الكثير من القرارات لا تأتي إلا بعد طول انتظار.