اهتمت عناوين بعض أبرز الصحف البريطانية الصادرة اليوم بدور الغرب في محنة ليبيا وكيف أن حرب النفط هناك تهدد بانهيار الدولة. فقد وصفت افتتاحية صحيفة ديلي تلغراف محنة ليبيا المعاصرة بأنها بلغت مداها من السوء بفقدان أرواح الأبرياء وإهدار الحريات السياسية،وترى أن على الغرب وخاصة بريطانيا أن يقبل بأن ليبيا الآن نتاج التدخل الأنجلوفرنسي الذي أطاح بـمعمر القذافي من السلطة عام 2011. " ما يحدث في ليبيا مثال مأساوي آخر على التدخل الغربي غير الموجه فيها وأن ما يجري الآن ليس من قبيل الانقسامات الدينية أو العرقية لأن المجتمع الليبي يتشكل من أمة متجانسة نسبيا من السنة المحافظين " وأشار تقرير متصل بنفس الصحيفة إلى أن القتال الشرس الدائر في أنحاء ليبيا أدى إلى توقف صناعة النفط والغاز فيها مما ينذر بانهيار وشيك للبلد وإفلاسه خلال 18 شهرا بالرغم من أنه كان من أغنى دول أفريقيا، وهو ما جعل وزير النفط الليبي يحذر من أن البلاد في طريقها لأن تكون "صومال أخرى". وذكرت الصحيفة أنه خلافا لما حدث في سوريا، حيث استغل المتطرفون هناك حقول النفط لتوليد الإيرادات، يبدو أن الهدف من هذه الهجمات كان التدمير الذي تمثل في حرق حقول النفط. ومن زاوية أخرى أشارت صحيفة إندبندنت في تعليقها إلى أن تحذير الدبلوماسيين الليبيين من تدمير تراث بلادهم التاريخي يأتي بمثابة تذكير عاجل للفوضى التي غرق فيها هذا البلد التعيس حتى أن البعض، كما حدث في بلدان أخرى مثل مصر وسوريا، يرددون أنه ربما كان من الأفضل دعم حاكم ليبيا المستبد العقيد معمر القذافي، نظرا للأحداث اللاحقة. واعتبرت الصحيفة ما يحدث في ليبيا مثالا مأساويا آخر على التدخل الغربي "غير الموجه" وأن ما يجري الآن ليس من قبيل الانقسامات الدينية أو العرقية لأن المجتمع الليبي يتشكل من أمة متجانسة نسبيا من السنة المحافظين، وأن الأمر أقرب إلىمحاولةبناء مجتمع مدني بعد تاريخ حديث من الغزو الاستعماري وإعادة استنساخ النظام الملكي ثم عقود من الاستبداد على يد حاكم منشق دمر المجتمع المدني لبلاده.