الذي يراقب وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة هذه الأيام يظن أن السعوديين وحدهم هم الذين يتزاحمون في المنافذ وصالات السفر! هذا الأمر يبدو طبيعيا حينما يتداوله الناس عبر واتساب أو غيره من باب النكتة، لكن يبدو غير ذلك حينما يروّج له بعض العاملين في الإعلام، بل يبدو من باب الإثارة غير المقبولة. كأن يقال إن السعوديين هربوا نحو دبي والقاهرة وإسطنبول، ولا أعلم حتى اللحظة أن إحصائية صدرت كشفت أعداد الذين سافروا خلال هذا الأسبوع خارج السعودية، بل إنني أعرف، مما يدور حولي، صديقا واحدا من أصل عشرة أصدقاء سافر بعائلته خارج السعودية هذا الأسبوع. بينما البقية، وأنا معهم، فضلوا قضاءها داخل البلد! هنا أقول وعلى مسؤوليتي الشخصية: الذين سافروا إلى الشرقية خلال هذا الأسبوع وشغلوا فنادقها ومرافقها هم خمسة أضعاف الذين سافروا إلى دبي! والعائلات السعودية التي سافرت إلى القصيم والرياض وأبها هم أضعاف الذين سافروا إلى القاهرة وإسطنبول! بل إن السعوديين الذين سافروا إلى مكة المكرمة وجدة هم أضعاف المسافرين إلى خارج السعودية بالكامل خلال هذا الأسبوع. لكننا جُبلنا واعتدنا على جلد الذات. نجلد ذواتنا بقسوة. لسنا الرقم الأكبر في إحصائيات السياحة العالمية. نحن شعب كغيرنا من شعوب العالم. وكما قلت حينما تصدر هذه المبالغات من عامة الناس نغض الطرف عنها، لكن حينما يروّج لها الممتهنون والعاملون في الإعلام، دون الاستناد على أي مصدر أو إحصائية رسمية، فالأمر يبدو مزعجا، بل ويقدم صورة مغلوطة عن سياحة السعوديين! تذكروا مجددا: لستم وحدكم السياح في هذا العالم. لستم وحدكم. السياح في كل مكان. ولم أسمع حتى اللحظة أن هناك دولة في العالم لا يرتادها أحد سوى السعوديين. إن كانت هناك دولة لا يرتادها أحد سوانا، فأخبروني عنها! صالح الشيحي نقلا عن الوطن