يمكن للروماني كوزمين أولاريو المدير الفني للمنتخب السعودي أن يصبح أهم مدرب مر على الأخضر في الألفية الجديدة، فيما لو نجح في تحقيق إنجاز جديد يضاف إلى سجله المميز رغم صعوبة المهمة التي لم يتردد في التصدي لها رافعا شعار تحدي نفسه قبل المنافسين، وتحقيق اللقب القاري الغائب منذ 18 عاما عن خزانة المنتخب. وفي ظل الكاريزما التي يمتاز بها عن غيره من المدربين والثقة التي يتمتع بها وقدرته على تقديم الإضافة للمنتخب الأخضر الذي استعان بخدماته بنظام الإعارة من نادي أهلي دبي الإماراتي ليتولى دفة الإشراف عليه في نهائيات أستراليا 2015. ورغم أنه يعاب عليه العصبية في بعض الأحيان والخروج عن النص في أحيان أخرى، وهو الأمر الذي أدخله في نفق الأزمات والمشاكل وساهم في إبعاده وإيقافه، إلا أن الجميع يتفق على أنه من أفضل المدربين الذين تواجدوا في منطقة الخليج بصفة خاصة والقارة الصفراء على وجه العموم خصوصا أنه يمتاز بالذكاء والدهاء الكرويين إلى جانب معرفته التامة بأسرار الكرة الآسيوية سواء عندما كان لاعبا في سامسونغ الكوري الجنوبي وجيف يونايتد الياباني أو عندما كان مدربا لعدد من الأندية الخليجية التي قادها في العديد من البطولات الآسيوية. وبدأ المدرب المولود في مدينة بوخارست الرومانية في العاشر من يونيو 1969، مشواره التدريبي عام 2000 بعد أن أنهى رحلته الاحترافية كلاعب في شرق آسيا، حيث تولى الإشراف الفني على فريق ناشيونال بوخارست حتى عام 2002 قبل الانتقال إلى ستيوا بوخارست وقاده في 7 مباريات فقط ليعود مجددا لفريقه الأول ويستمر معه حتى عام 2004. أشرف أولاريو بعدها على بوليتينكا تيميسوارا عام 2005، وبعد أن نضج تدريبيا عاد مرة أخرى إلى ستيوا بوخارست عام 2006 وقاده في دوري أبطال أوروبا قبل أن يبدأ رحلته الخارجية الحافلة بالإنجازات وتحديدا في منطقة الشرق الأوسط عام 2007 عندما حط رحاله في نادي الهلال السعودي الذي تعاقد معه في صفقة تعتبر الأكبر بين عقود المدربين فقدم معه عملا احترافيا نموذجيا اتسم بالانضباطية وتوجه بتحقيق ثلاث بطولات هي الدوري موسم 2007-2008 ومسابقة كأس ولي العهد مرتين عامي 2007 و2008. ومن الهلال انتقل إلى قطر وتولى الإشراف الفني على السد وحقق معه بطولة كأس نجوم قطر عام 2010. ولأنه من المدربين الذين يحبون الترحال، قرر فك الارتباط مع السد وتحول إلى الإمارات وتحديدا إلى نادي العين حيث أعاده لمنصات التتويج بعد أن حقق معه بطولتي الدوري عامي 2011 و2012 وكأس السوبر الإماراتية عام 2012. ثم قرر المدرب ترك الفريق والانتقال إلى تدريب الأهلي المنافس التقليدي للعين فواصل نجاحاته معه بعد أن قاده لبطولتي الدوري والكأس عام 2013. وبعد تلك النجاحات التي حققها مع الأندية الخليجية خلال ثماني سنوات، يأمل قلب الدفاع السابق الذي خاض 225 مباراة في مسيرته كلاعب سجل خلالها 17 هدفا، في ترك بصمته مع المنتخب السعودي الذي يعتبر أول منتخب يشرف عليه خلال مسيرته التدريبية. ويمني أولاريو النفس بالاستفادة من خبرته الآسيوية ومعرفته بطبيعة المنافسة في هذه القارة، مع علمه بأن الشارع الرياضي السعودي لم ولن يطالبه بالمستحيل خصوصا أنه تولى المهمة في وقت ضيق، لكنه يطالبه بتلميع صورة المنتخب وإعادة جزء من هيبته على أقل تقدير بعد توالي الانتكاسات في المشاركات الأخيرة.