مثلما قد يمضي قطار العمر على الإنسان دون أن يُحقّق أمنيته التي تختلج في نفسه، يمضي قطار الوظائف على خرّيجاتنا القديمات دون أن يُحقّقْن أمنيتهنّ بالتوظّف في الوظائف التعليمية أو الإدارية، ذات التخصّصات العلمية أو الأدبية!. لقد انتظرْن على رصيف محطّة القطار أكثر من 10 سنوات، ويأتي قطار مشحونًا بالوظائف وينطلق آخر، أيضًا مشحونًا بالوظائف، لكن ليس لهنّ بل لغيرهنّ، حتى طبعت كلُّ واحدةٍ منهنّ بطاقةً تعريفية لها مُدوّن عليها: خرّيجة قديمة عاطلة، أو بالإنجليزية: Unemployed Old Graduate!. تقول صحيفة "عاجل" الإلكترونية إنّ عددهنّ هو 20 ألف خرّيجة، وهو عدد كبير، وأستغرب صمت الجهات المعنية عنهنّ، أرأيتم صمتًا يستمرّ لأكثر من عقد؟! إنه صمتٌ بصلابة الجبال التي لم تنحتها عوامل التعرية!. ولو حسبنا تكلفة دراسة كلّ خرّيجة، من المرحلة الابتدائية إلى التخرّج من الجامعة، ممّا تحمّلته الدولة، لربّما ناهزت الربع مليون ريال، الأمر الذي يعني ضياع 5 مليارات ريال بلا مردود لهنّ، وهذا مهم، وبلا مردود لمجتمعنا، وهذا هو الأهم!. من الضرورة بمكان أن تُحلّ قضيتهنّ، بأن تُزيح الجهات المعنية، وأهمّها وزارة التعليم، ووزارة الخدمة المدنية، المعوقات التي تحول دون توظيفهنّ، وألّا تنظر إليهنّ نفسيًا وكأنهنّ عديمات تأهيل لطُول بطالتهنّ، فهذا ليس ذنبهنّ من قريب أو بعيد!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، قالت: إنّ الملك سلمان ركّز في كلمته الأخيرة على إيجاد حلول عاجلة للبطالة، وإن لم تكن صفة "العاجلة" مطلوبة للخرّيجات القديمات فلمن تكون مطلوبة؟!. @T_algashgari algashgari@gmail.com