×
محافظة المنطقة الشرقية

الدفاع المدني يخمد حريقاً بمصنع كريستال بمدينة جازان الاقتصادية

صورة الخبر

حولت الجهات المختصة «جبل شدا الأعلى» قبل 15 عاماً إلى محمية طبيعية تتبع للهيئة السعودية للحياة الفطرية، نظراً إلى الطبيعة التي يحتضنها والكائنات الحية النادرة التي تعيش فيه كالنمر العربي الذي يقطن بين جبل التحي وقمة جبل شعب الجوف والضبع المخطط والذئب العربي والثعالب والوشق والوبر والعديد من أنواع الطيور، إذ أخذ الجبل مكاناً له لتعانق قمته البالغ ارتفاعها 2200 متر عن مستوى سطح البحر قمم جبال السروات التي تمتاز باعتدال الجو صيفاً وبرودته شتاءً. ويتربع الجبل الذي يقع في الجنوب الغربي من منطقة الباحة على مساحة تزيد على 68 كيلو متراً، واكتسب أهمية بالغة في القدم لما شكل من القصص التي جسدت محاولة إنسان ذلك الزمان في التكيف مع ظروف الطبيعة القاسية فنحت من صخورها سكناً له واستصلح أرضها ليأكل من خيراتها التي تحولت فيما بعد إلى واحات خضراء تنبض بالحياة والحركة. وأوضح الباحث في علم الآثار الدكتور أحمد الغامدي خلال حديثه إلى «الحياة» أن أبرز العناصر الطبيعية في هذين الجبلين وجود المغارات العجيبة والكهوف الواسعة التي تكونت بفعل عوامل التعرية خلال ملايين السنين. وأضاف: «تلك القمم العالية شديدة البرودة التي تكسوها الثلوج في بعض فصول السنة وهو ما يميز المنطقة بالجداول والأنهار والبحيرات ما ساعد على ظهور غطاء نباتي كثيف وانتشار كبير للحيوانات العاشبة والمفترسة من كل الأنواع وكثير من هؤلاء السكان خلّدوا على صفحات تلك الكهوف الكثير من الآثار والنقوش التي تصور مواضيع شتى وتمثل لهم أهمية قصوى فرسموا الأشكال البشرية والحيوانات مثل الوعول والأبقار والماعز والأسود والذئاب وحيوانات أخرى بعضها منـــقرض، ومناظر الصيد، ومثّل ذلك جـــزءاً من الحياة المألوفة لدى أولئك النـــاس ولذلك عبروا عنها بالرسم على الصخور، فضلاً عن عدد كبير من الكتابات والرموز الغــامضة نقشـــت على واجـــهات الصخور في أماكن كثيرة لا يكاد يحصيها العد». ويرى الغامدي أن النقوش الملونة والموجودة في جبل شدا تعد من أقدم الآثار البشرية في التاريخ، إذ إن الإنسان في بداية العصر الحديدي كان إذا أراد الكتابة يأخذ من مادة الهيماتيت المستخرجة من أكاسيد الحديد أو عصارة دم الأخوين التي تنبت في الجبل بكثرة فينقش بها على الصخور وتبقى أزمنة طويلة، ولا يشابه تلك الرسوم إلا ما هو موجود في شمال إفريقيا وجنوب فرنسا، مفيداً بأن أعمار تلك النقوش تقدر بـ 10آلاف إلى 20 ألف عام وبعض الكتابات يعود تاريخها إلى ما قبل 2500 عام قبل الميلاد، وهو تاريخ موغل في القدم ويوحي بأن الجبل كان مرتبطاً بالإنسان ويعتبر أقدم نقوش في التاريخ لأن الموطن الأصلي للبشرية كان في الجزيرة العربية.