تتركز الفعاليات بشتى أشكالها في العالم العربي في العواصم العربية، وينسى المنظمون أن لبقية المدن أو الأقاليم حقا في استضافة مثل هذه الفعاليات أيا كانت، ثقافية، اقتصادية، شبابية، أو غيرها. والعاصمة الرياض واحدة من هذه العواصم، وآخر فعالية أقيمت بها معرض الكتاب. الرياض تشهد تطورا تاريخيا يتمثل في خلق شبكة نقل عام داخل العاصمة، والخطة ذات مسارين، نقل بالحافلات، وشبكة قطارات أو مترو، وهذا يجعل العاصمة غير مؤهلة لاستقبال الفعاليات ومثلها بقية العواصم العربية المزدحمة. ماذا نستفيد اقتصاديا إذا نقلنا الفعاليات إلى مدن أخرى غير العواصم؟ أولا ستضطر الحكومات إلى تطوير البنية التحتية لهذه المدينة أو الإقليم لتتمكن المدينة من استقبال هذه المناشط، ثانيا سيستفيد سكان المدينة اقتصاديا عبر تأجير النزل وزيادة الطلب على سيارات الأجرة التي تمثل وظائف للمواطنين، إضافة إلى تحرك السوق التجارية سواء ببيع السلع أو الخدمات لمنظمي الفعالية أو القادمين لمشاهدتها، إلى جانب بقاء المواطنين في مدنهم وعدم هجرتهم منها لطلب الرزق في العواصم مما يخلق إشكاليات أخرى. نقل هذه الفعاليات سيعرفنا بمدن أخرى في العالم العربي، فنحن لم نتعرف على أصيلة المغربية إلا من خلال مهرجانها الثقافي، وهذا يشعرنا بالفخر تجاه ما فعله إخواننا المغاربة. ويمكن اختيار المناطق حسب هوية المهرجان أو الفعالية. فمثلا لماذا لا نقيم معرضا زراعيا في الأحساء أو بريدة أو الخرج بصفتها مناطقنا الزراعية الأكثر شهرة؟ ولماذا لا نقيم مهرجان صيد الأسماك في مدننا الساحلية في عالمنا العربي في وقت واحد ومتزامن كأن نقيمها في جازان والإسكندرية واللاذقية -فك الله أسرها- لنعطي هذه الفعاليات قوة ونشاطا؟ ولا يمنع أن يكون معرض الكتاب متنقلا بين المدن لنحقق ما قلناه سابقا، وأيضا لنزيد رقعة مساحة القراء. ودمتم.