استمعت دائرة الجنايات في محكمة الشارقة الشرعية الابتدائية، خلال جلستها أمس، إلى دفاع المتهم في قضية متهم فيها شاب خليجي بقتل والدته نحراً بسكين في شقتها، ما أدى إلى وفاتها متأثرة بجروحها، إذ دفع محامي المتهم ببراءة موكله لانتفاء المسؤولية الجنائية، متمسكاً بما ورد في تقرير الطب النفسي المرفق بالتحقيقات، مطالباً بإيداعه مصحة للأمراض النفسية والعقلية، فيما غاب المتهم عن حضور الجلسة للمرة الرابعة على التوالي. وقررت هيئة المحكمة برئاسة القاضي حسين العسوفي تأجيل القضية إلى جلسة 20 نوفمبر المقبل لمنح فرصة للانتهاء من إجراءات حصر إرث المجني عليها. وأثبت التقرير الخاص بالمتهم والذي ورد للمحكمة من مستشفى الأمل، أن الشاب مريض نفسياً ويعاني اضطرابات وشكوكاً ولامبالاة عاطفية، وأنه «غير مسؤول» عن الواقعة، استناداً لتاريخه المرضي ومعاناته من الاضطراب «الذهاني» المتمثل في اضطراب التفكير وفقدان الترابط المنطقي في الكلام، مضيفاً أنه أجريت له فحوص عدة، بالإضافة إلى إدخاله القسم الداخلي بالمستشفى في أبريل الماضي، وكانت علامات المرض النفسي ظاهرة عليه، كما أنه يميل للعزلة وفقدان البصيرة، وفقدان التعبير العاطفي والتواصل اللفظي الطبيعي مع الآخرين، وسبق أن أدخل مركز طب نفسي في الدنمارك وشخصت حالته بـ«الذهان الحاد»، وأنه رفض بعده الاستمرار في العلاج. وخلال جلسات المحاكمة اعترف المتهم بقتل والدته مبرراً جريمته بأنه «جاءني أمر من الله ورسوله نظراً لكونها ساحرة مشعوذة، وأنا على علم بعملها بالسحر من خالتي المقيمة في لبنان، حيث بحثت عن أعمال شعوذة في الشقة ووجدت قصاصات ورق مكتوب عليها كتابات غريبة ولفافات تخص السحر». وأضاف: «قتلتها بسكين المطبخ نحراً عبر وضع السكين على رقبتها من جهة اليمين وسحبه إلى اليسار، وقمت بتكرار الفعل مرتين». وثبت من تقرير الطب الشرعي بوزارة العدل أنه بتشريح الجثة تبين وجود جرح ذبحي بالعنق صاحبه نزيف دموي وقطع بالقصبة الهوائية والأوعية الدموية الرئيسة، ما أدى إلى توقف بالتنفس والقلب وانتهى بحدوث الوفاة. وتعود تفاصيل القضية إلى يونيو من العام الماضي عندما أبلغ عامل في سوبر ماركت بمنطقة الممزر مركز شرطة البحيرة الشامل عن وجود شخص يحمل بيده سكيناً أبيض، ويرفض دفع ثمن المشتريات التي أخذها من المحل، مضيفاً أن هذه ليست المرة الأولى التي يقوم بها بذلك، فتحركت دورية شرطة على الفور، وتم ضبط المتهم. وخلال عملية الضبط لم يكن لدى المتهم أوراق ثبوتية، فتوجه فريق من الشرطة إلى شقة المتهم لإحضارها، وعند وصولهم وجدوا رائحة كريهة في المكان وبدا الارتباك واضحاً على المتهم، وطلب الضابط على الفور إذناً من النيابة قبل دخول الشقة، وعند الدخول فوجئ بوجود الجثة وكانت غير واضحة الملامح، نتيجة تلطخها بالدماء، وظهور آثار التعفن عليها.