العاصمة الجزيرة أونلاين جاء القرار الإداري من نادي الهلال بتعليق مشاركة لاعب الفريق الكروي الأول نواف العابد في التدريبات الجماعية وخصم 50% من مرتبه، ليحسم موقف النادي تجاه تخلفه عن بعثة الفريق التي توجهت لإيران لمواجهة فولاذ بدوري أبطال آسيا، إلا أن أبوابا أخرى لا تزال مفتوحة خصوصا تلك التي تتعلق بقدرة العابد على الاستفادة من درس العقوبة للعودة بشكل أقوى وعدم تكرار مواقف من شأنها عكس صورة سلبية عن انضباطيته مع النادي. العابد الذي يملك موهبة كروية أجمع عليها معظم الخبراء والمتابعين حتى أن بعضهم يعتبره الموهبة الأفضل على الصعيد المحلي، فشل حتى الآن في تأكيد دمجه ما بين الموهبة والعقلية الاحترافية، وهو الأمر الذي أثر بشكل سلبي عليه حتى في داخل الملعب بعد أن شهدت مستوياته تراجعا ملحوظا الموسم الماضي، قبل أن يستعيد عافيته هذا الموسم بيد أنه سرعان ما عاد للمربع الأول. وبالعودة إلى مسيرة العابد فإن فرصا عدة أتيحت له ليثبت أحقيته بأن يكون اللاعب الأبرز والأهم في التشكيلة الهلالية الحالية ولكنه فرط فيها جميعا، بداية من سفره دون إذن، قبل أن يخضع لتدريبات انفرادية في أكثر من مناسبة ومع أكثر من مدرب، وهو الأمر الذي حدث مع المدير الفني السابق سامي الجابر ولكنه عاد بعد وساطة من اللاعبين الذين أكدوا أنه استفاد من الدرس وسيعود أقوى. وللعابد داعمون كثر في الهلال إداريا وفنيا للقناعة التامة بموهبته الكروية والحرص على الحفاظ عليها، وهو الأمر الذي جعله يتسلم شارة قيادة الفريق رغم صغر سنه في أكثر من مناسبة مع سامي الجابر إضافة إلى المدرب المقال ريجيكامف، ولكن العابد لم يستغل تلك الحوافز التي قدمت له. ولأفضل لاعب في كأس الخليج بدورته الأخيرة تصريح شهير في الموسم الجاري أكد من خلاله أن من كان يترصد له في النادي قد رحل، ولكنه لم يثبت مجددا حقيقة ما قاله، وكانت ردة الفعل على تصريحه عكسية خصوصا مع تكراره التصرفات التي يجب ألا تصدر من لاعب محترف. ولدى العابد أمثلة كثيرة للاعبين لم تكن موهبتهم كافية لبقائهم في عالم النجومية كثيرا، وهو الأمر الذي يجب أن يجعله ينظر للخلف قليلا ليرى مصيرهم ومصير من اجتهد للحفاظ على موهبته. وفي الهلال يعد مثال خالد عزيز الأشهر لأسباب عدة أبرزها اتفاق الجميع على موهبته الكروية ولكن عدم انضباطيته جعلته يخسر موقعه في النادي قبل أن ينقل للشباب ومنه إلى النصر دون جدوى، لتنتهي مسيرته بأسلوب لم يكن يجب أن يكون للاعب يملك نفس قدراته. والأسباب التي من شأنها أن تجعل العابد يعود إلى سابق عهده كنجم لامع عدة أبرزها الثقة الهلالية التي، وإن اهتزت قليلا، فإنها لا تزال موجودة، إضافة إلى موهبته التي يراهن عليها الغالبية رغم خذلان العابد للكثير من الجماهير بتصرفه الأخير، ووجود الحافز لديه في عقده مع الهلال الذي يرتفع بقدر معين عند مشاركته في عدد من المباريات، إضافة إلى أرقام الصناعة والتسجيل والإسهام في البطولات، كما أن الدعم الذي وجده بتسلمه شارة القيادة قد يجعله يرى بنفسه الصورة التي يريد أن يراه الهلاليون فيها.