عاود الدولار صعوده على نطاق واسع أمس بعدما سجل أكبر انخفاض يومي في 18 شهراً، إثر بيان أصدره مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي تضمن درجة من الحذر أكثر مما كان متوقعاً في شأن الرفع المرتقب لأسعار الفائدة في الولايات المتحدة. وصعدت الكرونة النروجية ثلاثة في المئة أمام اليورو، مسجلة أكبر مكاسبها اليومية منذ عام 2008 بعدما جمّد البنك المركزي في النروج أسعار الفائدة في تحد لتوقعات واسعة بخفضها. وفي بيان أصدره بعد اجتماع لجنة السياسة النقدية ليل أول من أمس، حذف مجلس الاحتياط تعبير «التحلي بالصبر» الذي استخدمه سابقاً في ما يتعلق برفع أسعار الفائدة، ولكنه خفض توقعاته للاقتصاد والتضخم ولمنحى الفائدة. ويشير ذلك إلى مسار أكثر تدرجاً نحو تطبيع السياسة عما يتوقعه كثير من المستثمرين، ما دفع الدولار إلى الهبوط نحو 1.8 في المئة أمام سلة عملات. وارتفع اليورو نحو 2.5 في المئة أمام الدولار مسجلاً أكبر مكاسبه في ست سنوات، ولكن معظم تلك المكاسب تبددت مع بداية التعاملات الأوروبية مع إقبال المتعاملين على إعادة شراء الدولار.وبعد تداوله عند 1.10625 دولار ليل أول من أمس، هبط اليورو نحو ثلاثة سنتات إلى 1.07085 دولار، بينما ارتفع مؤشر الدولار نحو واحد في المئة إلى 98.668. وأبقى «البنك الوطني السويسري»، (البنك المركزي)، على أسعار الفائدة، ما دفع الفرنك إلى الصعود نحو 0.2 في المئة أمام اليورو إلى 1.06115 فرنك. إلى ذلك يبدو اليوان الصيني بصدد تسجيل أكبر مكاسبه الأسبوعية مع تحرك بكين لدرء أخطار نزوح رؤوس الأموال والقضاء على المضاربة. ويأتي التصحيح الحاد لسعر الصرف بالتزامن مع ما قال متعاملون إنه قيام البنوك المملوكة للدولة ببيع الدولار بكثافة بناء على تعليمات من «بنك الشعب الصيني». ومحا التحرك المفاجئ كل خسائر اليوان خلال العام الحالي وانعكس سلباً على الشركات التي راهنت على مزيد من التراجع في اليوان مع تباطؤ الاقتصاد. وارتفع اليوان في شكل حاد أمام الدولار خلال الأيام الثلاثة الماضية، وشمل ذلك زيادة أكثر من 0.5 في المئة إلى 6.1961 أمس. وتتجه العملة إلى الارتفاع 1 في المئة هذا الأسبوع، في أكبر زيادة منذ الرفع التاريخي للقيمة عام 2005. وأظهر استطلاع أجرته وكالة «رويترز» أن المحللين يقلصون المراكز المدينة في ظل دعم العملة الذي يقدمه البنك المركزي. ومن شأن ارتفاع اليوان أن يقلص بواعث القلق من أن يؤدي مزيد من الانخفاض في سعر الصرف إلى نزوح رؤوس الأموال، ويتزامن مع خطوات أخرى مثل ما أعلن أمس عن فرض قيود جديدة على تجارة الذهب. وكان مستشار البنك المركزي الصيني تشن يو لو أبلغ وكالة «رويترز» أخيراً أن الصين غير قلقة من نزوح رؤوس الأموال، ولكنها تراقب مؤشرات ذلك عن كثب. وتراجع اليوان 2.4 في المئة أمام الدولار عام 2014 بفعل ارتفاع العملة الأميركية ومخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي، ما أدى إلى نزوح قياسي لرؤوس الأموال بلغ 96 بليون دولار. وارتفع سعر الذهب إلى أعلى مستوياته في نحو أسبوعين أمس، بعد بيان مجلس الاحتياط وتوقعات حذرة عن آفاق الاقتصاد الأميركي. واستقر في التعاملات الفورية عند 1167.40 دولار للأونصة، بعدما قفز في وقت سابق إلى 1177.46 دولار، في أعلى سعر منذ 9 الجاري. وانخفضت الفضة 0.13 في المئة إلى 15.88 دولار، بينما ارتفع البلاتين 0.57 في المئة إلى 1120.20 دولار، وتراجع البلاديوم 0.69 في المئة إلى 774.90 دولار.