×
محافظة الرياض

«أمانة الرياض» تنهي صيانتها للجسور الحديد في 38 موقعاً

صورة الخبر

النسخة: الورقية - دولي الخميس 27/2/2014: مصادرة إيمان القارئ ليس اسم الكاتب هو المعنيّ بل الصفة التي يطلقها على نفسه حين يوقع مقالاً أو دراسة: «كاتب ومفكر إسلامي». هذه الصفة اللصيقة بكتاب عرب يتكاثرون، تبدو خارج معناها في معظم الأحوال، إذ تتناول مقالاتهم مجريات السياسة والاقتصاد والاجتماع والأدب والفن، أكثر مما تتناول قضايا الدين الإسلامي بالتحديد. وإطلاق الصفة «كاتب ومفكر إسلامي» هو مصادرة لعقل القارئ وإيمانه وإحراج له حين يعترض على رأي الكاتب أو يستخف بمعالجته للموضوعات. ولدى البحث في أصل هذه الصفة الاستعراضية، تبين أنه يعود الى «جماعة الإخوان المسلمين» التي أرادت منح الكتاب المنتمين اليها حصانة دينية وإن لم يكونوا من علماء الدين، فتشكلت منهم جماعة ضغط باسم الدين تفرض على القراء المسلمين آراءها في السياسة والاجتماع والاقتصاد والثقافة، وتبعدهم عن كتّاب آخرين لا يوقعون مقالاتهم بهذه الصفة على رغم كونهم متخصصين في الموضوعات التي يتناولونها. ولحقت بـ «الإخوان» في هذا المجال جماعات «ولاية الفقيه» الإيرانية والقائلون عموماً بالإيديولوجيا السياسية الإسلامية. «كاتب ومفكر إسلامي»، توقيع على مقالات ضعيفة لتدارك ضعفها، أو على مقالات جيدة بقصد تصنيفها فكراً متعالياً على النقد كونه يستند الى المقدس. وكنت ولا أزال أفضل أن يوقع الكاتب بصفة اختصاصه العلمي أو بانتمائه الوطني. أما الكتاب في القضايا الإسلامية من غير علماء الدين فيمكنهم التوقيع بأنهم مختصون في الدراسات الإسلامية. أسوق هذا الكلام بقصد الدقة والتواضع واحترام عقل القارئ وإيمانه.   > الجمعة 28/2/2014: الرواية من السعودية الروائي الأريتري حجي جابر نشأ وعاش في جدة وعمل محرراً في جريدة «المدينة» السعودية، وهو يعمل الآن في قناة «الجزيرة» في الدوحة. نموذج على غنى المجتمع السعودي بالأقوام والأعراق، ويعبر هذا الغنى عن نفسه ثقافياً بتعدد أساليب العيش كما في المطبخ مثلاً، ففي الإمكان جمع كتاب طبخ عالمي استناداً الى العائلات المتنوعة في مكة المكرمة وجدة والمدينة المنورة. ليس المطبخ وحده، ففي إمكان الرواية أن تعبر عن التنوع كما عبّرت ذكريات المجاورين عن بلادهم الأصلية قبل أن يستقروا ويصيروا مواطنين سعوديين. لحجي جابر روايتان: «سمراويت» و «مرسى فاطمة» (منشورات المركز الثقافي العربي)، عن قلق الجماعات في أريتريا والساحل الأفريقي، وهو استعار من صديقيه الشاعرين السعوديين م. الشيخ وم. الثبيتي مطالع لفصول «سمراويت». تبدو الرواية العربية شاهدة أكثر فأكثر على مجتمعات كان ذكرها يقتصر على المشافهة. ولم تكتمل شهادة الرواية، فثمة مساحات لا تزال بكراً، لذلك تبقى الواقعية حاجة للروائي العربي في مرحلة التأسيس. من «مرسى فاطمة» هذا المقطع: «لاحظتُ أنواراً كاشفة تمرُّ بشكل أفقي لتحيل كل بقعة في هذا الفضاء المعتم الى نهار. ترجل الشفتاي عن جمله، قبل أن يُنيخه ويطلب منا الانبطاح. ظل يتابع الضوء ونحن من خلفه حتى مرّ من فوقنا، فنهض وهو يصرخ فينا لنركض بأقصى سرعة، ثم عاد وانبطح بمجرد أن عاد الضوء في اتجاهنا. ظللنا نركض وننبطح ثم نعاود الركض والانبطاح، ولهاثنا يكاد يهتك ستر العتمة من حولنا. حتى الجمل بدا مُدرَّباً على الحركة بعيداً من الضوء، فقد كان يتوقف من تلقاء نفسه بمجرد اقتراب الضوء منا. خرجنا من محيط حركة الكاشف الضوئي، فتوقف الشفتاي وأشار الى طريق تنتهي ببقعة ضوء أخرى: «ذاك مقصدكم... لا وصلتوه... وصلتوا السودان». لم يكد الرجل يُنهي حديثه حتى انطلقنا بأقصى ما نملك. كان الجميع يركض متحاملاً على تعبه، بدأ السودان يقترب وتقترب معه آمال كل منّا. كانت لحظة مربكة ان يكون خلاصنا حين نعطي ظهورنا للوطن، حين نهرب منه بكل ما نملك من خوف وأمل وشك ويقين. تذكرتُ مقولة كداني حين تملَّكه اليأس ذات مرة: «الوطن كذبة بيضاء يروّجُ لها البعض من دون شعور بالذنب، ويتلقفها آخرون من دون شعور بالخديعة». اقترب السودان أكثر، فبدأت إرتيريا في الابتعاد. أنانية هي الأوطان، لا يأتي وطن إلاّ حين يغادر الآخر».   > السبت 1/3/2014: الأصدقاء السوريون يا أصدقائي انظروا الى ما يحل ببلادكم التي لم يقدّر لكم ان تعرفوها جيداً، وظننتم انها بلادكم فإذا هي بلاد أهلها المجهولين، ترى رعبهم في سطوة النظام وسطوة المعارضات، وتراه في ذلك الجمع الذي يعبر الجبال والوديان والسهول صامتاً تحت الشمس أو تحت الثلج، يعبر الى حيث لا يمنعه أحد في أرض ضيقة من عالم للجميع إلاّ للسوريين. كانوا يحملون وزر سياسات حكومتهم حين يعملون في البلاد المجاورة أو البعيدة، وها هم يحملون الوزرين في حرب لا تجد إجماعاً على هذه الضفة أو تلك من نهر الدم السوري. ويكفي أن تكون لبنانياً لتدرك خطورة المنزلق السوري، وكيف أن قادة الانهيارات سيغسلون أيديهم من دم الأبرياء كما غسل قادة لبنانيون، وقد أولوا وجوههم الشيطانية شطر بلاد أخرى لإشعال حرائق أخرى، أو أنهم استقروا في مكان الجريمة مبدّلين وجوههم بسحنة سلام، أما الندم فيبقى في خزانة غرفة النوم بعيداً من عيون الناس. ويا أصدقائي انظروا كيف يتم التعامل مع الشعب السوري، مع الشعوب السورية، مثل فئران المختبرات، ولكن، بلا رحمة العلماء المجربين. يهدمون القرى ويشرّدون أهلها ويقتلعون أشجارها ومعالمها ويطفئون خيالها. لكن بلادكم عصية، وستعرفون ذلك بعد سنين تقصر أو تطول، لأن التعقيد الحي في سورية قادر على غلبة الصفاء القاتل، صفاء مثل حد السيف، مثل الجهل. صفاء مثل نوم بلا أحلام.   > الأحد 2/3/2014: الاعتداء على التعليم «التحالف العالمي لحماية التعليم» أصدر في نيويورك دراسة عن استهداف التعليم خلال النزاعات في 30 دولة، من بينها 11 في منطقتنا هي: مصر، البحرين، ايران، العراق، اسرائيل/ فلسطين، ليبيا، سورية، السودان، تركيا، اليمن. وينظر المتحاربون الى مؤسسات التعليم والعاملين فيها كأهداف ناعمة وسهلة، وكثيراً ما يعتبرونها رموزاً للدولة والمجتمع. وتقدم الدراسة سورية وليبيا نموذجين للاعتداء على التعليم، «ففي أيلول (سبتمبر) 2013 أسقطت غارة جوية لقوات النظام قنبلة نفطية على مدرسة ثانوية في الرقة، أودت بحياة 14 طالباً وحارس المدرسة. وفي ليبيا أثناء انتفاضة 2011 جرى توثيق 27 هجمة متعمدة على مدارس نفذتها القوات الحكومية وجماعات المعارضة، أثّرت سلباً في تعليم حوالى 14 ألف طفل. وفيما تشير الدراسة الى هجمات على الجامعات لتقييد الاحتجاج السياسي أو السيطرة على البحث العلمي في إطار صراعات دولية، فإنها تهمل الجانب الإيديولوجي الذي تقدم الأحداث الدموية في المشرق أمثلة عدة عليه، ذلك ان الجماعات السياسية التي تسمّي نفسها اسلامية، سواء تلك الحاكمة كما في السودان أو تلك المسيطرة عن جزء من الشعب والدولة كما في سورية وليبيا، تعمد الى تهديم مؤسسات التعليم القائمة بدعوى انها حداثية تقدم للتلاميذ تربية غربية من ناحية المعارف والسلوك. وإذا كان الهدم سهلاً، فإن البديل التربوي والتعليمي لا يعدو كونه جلسات بدائية حول شيخ الكتّاب كما كان الشأن في الأرياف قبل مئة سنة وأكثر، وهي بذلك تعزل الأجيال الجديدة عمداً عن المعارف الجديدة وتضخّ فيهم روح الانعزال والخوف من الآخر والعدوانية تجاه المختلف. هكذا يبدو التعليم كما تمارسه الجماعات المسماة اسلامية، عملية إعداد لجنود مطيعين أكثر منها إعداداً لمواطن قادر على الانتاج والتطوير. «التحالف العالمي لحماية التعليم» مدعو الى إعداد الدراسات حول حرمان متعمد لملايين الأطفال من المعارف المعاصرة، والاهتمام أيضاً بديموقراطية التعليم، ليس فقط بتوسيع قاعدته الاجتماعية وإنما أيضاً بانفتاحه على التقليدي والحديث في آن واحد، فتكون التربية متكاملة لا محل صراع ايديولوجي عقيم.