اتهم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أطرافا داخلية باعتماد "سياسة الأرض المحروقة" من أجل الوصول إلى الحكم "ولو كان ذلك على أنقاض الدولة وأشلاء الشعب"، وذلك في هجوم غير مسبوق على أطراف معارضة تدعو إلى انتخابات مبكرة بدعوى عجزه الصحي. ودعا المخالفين له في التصور السياسي إلى الحوار، مشترطا عدم "المساس بما هو قائم بمقتضى الدستور ومكرس بالإرادة الشعبية الصريحة". جاء ذلك في رسالة وجههابوتفليقة الخميس إلى مواطني بلاده بمناسبة الذكرى الـ53 لعيد النصر، قرأها نيابة عنه مستشاره محمد بن عمر زرهوني. وقال بوتفليقة في الرسالة "لما كنت من هذا الشعب ونذرت حياتي لخدمته ومقاسمته سراءه وضراءه،يملي علي الضمير والمنصب حيث بوأني بمحض اختياره أن أصارحكم وأقول لكم: إنني متوجس خيفة مما قد يقدم عليه من منكرات أناس من بني جلدتنا اعترتهم نزعة خطيرة إلى اعتماد سياسة الأرض المحروقة في مسعاهم إلى الوصول إلى حكم البلاد حتى ولو كان ذلك على أنقاض دولتنا وأشلاء شعبنا". وأضاف "إنني أرى جموعا من أدعياء السياسة تعمد إلى بث الخوف والإحباط في نفوس الشعب وهد ثقتهم في الحاضر والمستقبل. إلا أن أراجيفهم لن تنطلي على هذا الشعب الذي يمقت الشر". وكانت هيئة التنسيق والمتابعة للمعارضة قد رفعت في الأشهر الأخيرة مطلبا بتنظيم انتخابات رئاسة مبكرة بدعوى مرض الرئيس وعجزه عن أداء مهامه. وتعد هذه الهيئة أكبر تجمع للمعارضة الجزائرية، وتضم رؤساء حكومات سابقين وعدة أحزاب من كل التيارات السياسية إلى جانب شخصيات مستقلة وأكاديميين. ورحب بوتفليقة في رسالته بالحوار مع المخالفين، مشترطا ألا يكون من يأتي إليه ذا موقف مبيت على المساس بما هو قائم بمقتضى الدستور ومكرس بالإرادة الشعبية الصريحة.