لا يـعرف المشاهـــدون العرب كثيراً عن الدراما في بلدان المغرب العربي على رغم أن كثراً تعرفوا إلى السينما الآتية من تلك البلدان حيث تجارب سينمائية لافتة وبالغة الأهمية. دراما المغرب العربي لا تحضر في الفضائيات العربية، وهي بغيابها تحجب بالتأكيد رؤى فنية كما قضايا اجتماعية وسياسية تعيشها شعوب تلك البلدان تتشابه مع قضايا بلدان المشرق وتتقاطع معها ولكنها تختلف في وجوه أخرى بالتأكيد. لا تحضر تلك القضايا على شاشاتنا الصغيرة على رغم معرفتنا بوجود إنتاج درامي في بعض تلك البلدان ما يدعونا للتساؤل عن السبب أو الأسباب. مع هذا الغياب اللافت يثير انتباهنا غياب الدراما العراقية أيضاً، وهذه سمعنا الكثير في السنوات الأخيرة عن نشاطاتها والسعي لتحريك إنتاجها من دون أن ننجح في مشاهدة أعمالها على قنواتنا الفضائية العربية التي لا تحصى، وحتى عبر القنوات الدرامية المختصة في هـذا اللون التلفزيوني. لا تزال الدراما العربية تعني لنا كمشاهدين تلك الأعمال الآتية من مصر وسورية ولبنان والأردن والدراما الخليجية السعودية والكويتية، ما يعني تقصير مراكز الإنتاج الأخرى في تسويق أعمالها على نحو يكاد يكون شاملاً. المشكلة أن الحل الممكن الوحيد الذي يتبادر إلى الذهن هنا هو القنوات الفضائية لتلك البلدان وهو غير وارد أيضاً بسبب غياب مماثل لتلك القنوات التي لا تزال تعيش حالة ضعف نوشك معها على تشبيهها بالقنوات الأرضية. يدعو بعضهم إلى حلول باتت غير كافية مثل اللجوء للإنتاج المشترك الذي يظل بتقديرنا محدوداً وقاصراً، ولا يغني عن حلول جذرية تقوم على تسويق جدي يبدأ من إجادة الإنتاج أولاً بتحقيق أعمال تستطيع المنافسة وتتمكن من اختراق ساحة البث الفضائي العربي بعدة فنية وفكرية متقدمة تعالج قضايا ومشكلات اجتماعية وسياسية تعيشها تلك البلدان اليوم، ويمتلك في الوقت ذاته سوية فنية قادرة على جذب المشاهدة وتحقيق معادلة الانسجام مع أمزجة المشاهدين العرب. هي معادلة الفن التي تحتاج إلى ما هو أكبر من تحقيق الإنتاج ذاته، فتتجاوزه إلى تحقيق النجاح والانتشار اللذين سبق لتجارب عربية تحقيقهما.