×
محافظة المنطقة الشرقية

مصرف الإنماء يشارك في ملتقى المهنة الثاني بجامعة الدمام

صورة الخبر

ودَّعنا في بداية هذا الأسبوع معرض الرياض الدولي للكتاب الذي شهدت فيه عاصمتنا الحبيبة (الرياض) أياماً حافلة بالنشاط الفكري، وانتشار الكتاب ونشره، فقد كانت المشاركات العربية والأجنبية لافتة بما قدمت من كتب متنوعة، وكان الإقبال نشيطاً طيلة تلك الأيام التي كان المعرض فيها حديث الناس الذين توافدوا من جميع أنحاء المملكة ومن منطقة الرياض، ومن دول الخليج، ولقد كان هذا العام عام المرأة التي كانت المحرك القوي حضوراً وشراءً، ومشاركة نشطة في الفعاليات التي صاحبت المعرض، فكل بيت كان يطلب من أحد أو بعض أفراده أن يزور المعرض وأن يأتي بما يراه مناسباً من الكتب والنشرات لساكنيه، وأقول كل وأنا أقيس على ماشاهدته من حضور جميع الفئات السنية من ذكور وإناث، وكان الحضور النسوي مكثفاً ليس للتسلية ولكن للاطلاع والاقتناء، والتزود بما تيسر من الكتب، وهذه علامة تدل على المستوى التعليمي الذي توصلت إليه المرأة السعودية، وما اقتناء الكتاب إلا الدليل القاطع على المستوى الثقافي الرفيع الذي تمثله. المعرض القادم وحسب تصريحات، وتطلعات القائمين عليه من المسؤولين والناشرين سيكون، أو سيعمل على أن يكون أشمل وأكبر، مساحة وتنظيماً، مع أن التنظيم الذي شاركت فيه عدة جهات من شأنها المحافظة أمنياً، وخدمياً، وتقديم الصورة المثلى لمعرض يقام في عاصمة العرب قد كان رائعاً وسلساً، وقد أشاد الضيوف، والزوار بما شاهدوه من تنظيم حضاري وجميل، وكما أن حركة النشر السعودية والعربية قد انتعشت بسبب التوزيع وكثرة القارئين، وهذا مكسب معنوي للمؤلفين والكتّاب، ولكن هناك من الكتّاب من يتذمر من بعض الناشرين حيث كَثُرَت الدُّور، وقد ساهمت الأندية الأدبية المدعومة مساهمة فعالة وجادة في النشر وإيجاد الكتاب وتوفيره بمستويات مختلفة في مضامينه وقوته وضعفه، ولكن الرّفُوف لها نصيبها من كتب الأندية الأدبية، فمنشورات بعض الأندية لا تزال في المستودعات، وقد لا تتعدى المدينة التي يكون فيها النادي، هذا إذا خرج الكتاب من محيطه، فشركات التوزيع التي تعنى بتوزيع الصحف بالرغم من محدودية توزيع الصحف التي لا تصل إلا إلى المدن الرئيسية، وبعض الفرعية، فإن الواقع يحتم على النادي أو الناشر أن يوزع كتبه عن طريقه هو، والموزع يطلب نسبة عالية ويحسم مع النسبة أجور النقل التي تكون مساوية أو تفوق العمولة، وبهذا تكون الخسارة مصاحبة للطرفين، والمؤلف خاصة أكبر حظاً في هذه الخسارة، ومع هذا هناك قبول من الطرفين. إذا كان هذا حال الأندية ودور النشر فكيف سيكون حال المؤلف الذي يذهب بكتابه إلى المطبعة على حسابه، ثم يتعامل مع شركة التوزيع (كم سيدفع للمطبعة، والموزع، وأجور شحن) إذا وضع في الحسبان النسبة العالية للتوزيع وكذلك النقل؟ حتماً سيكون سيئاً في مردوده وسيلحق صاحبه الدين لناشره الذي يطالبه بالسداد، ومازال الكتاب في حقيقة الأمر دون المستوى المطلوب للتوزيع (المعرض مستثنى لكونه سنوياً) ولكن القصد هو توزيع الكتاب على الساحة كافة وطيلة أيام السنة تلو السنة، ونسبة القراء ليست على المستوى المراد ووجود القراء يحتاج ما يشبه المعجزة، والمعجزة كما يحدد الواقع لن تحدث بالنسبة لهذه المشكلة عامة إلا بأن تكون للقراءة الجذور التي تبدأ من مراحل الدراسة الأولية، وتتطور بتطور المراحل، والعمل على تنمية حب القراءة، وتوفير الأجواء المناسبة مع توفير الكتاب بواسطة تبسيط الأسعار للكتب والنشر، وفي المشاركة مع الناشرين الخارجيين سينتقل الكتاب إلى العالم العربي، وعملية النشر المخفض والتوزيع والسماح للطباعة في الخارج دون قيود، والتعامل مع الكتاب السعودي المنشور في الخارج كما أنه مطبوع في الداخل، ففي المشاركة انتشار وتشجيع على الإطلالة والتعريف بالكتاب السعودي، وقد أحدثت المشاركات تطوراً نوعياً، كما أن دور نشر محلية استطاعت أن تنافس الدور العريقة المعروفة عربياً، ولكن هذا لا يعني أن الناشر العربي ضعيف، بل يؤكد استفادة الناشر المحلي من العربي، فهو يطبع عنده، ويستشيره، ففي هذه فائدة للطرفين، والمستفيد أولاً وأخيراً القارئ الذي يبحث عن الكتاب، ففي وجود الكتاب ووجود القارئ الذي أرجو أن نركز على منحه الفرص ليتمدد عبر توفير الكتاب المنوع وتسهيل دخول الكتاب الإبداعي بأنواعه، والثقافي بأشكاله (إلا ما يخالف الدين والمبادئ والسياسة والأخلاق السامية)، والتشجيع من جميع الأطراف على القراءة ثم القراءة مع توسع رقعة التعليم الذي هو أساس الرقي والتقدم، والتوسع حاصل، في البعثات والمدارس والجامعات.