تتسارع جهود شركات الدواء لتطوير علاجات جديدة لمكافحة أمراض الكبد، الأمر الذيخلق سوقا ملحة لأفضل وسائل التشخيص، ولاختيار المرضى الذين يناسبهم العلاج واختبار مدى فعاليته. وتقول المؤسسة الأميركية للكبد إن نحو 30% ممن يعيشون في الولايات المتحدة الآن يعانون من أمراض ناجمة عن زيادة الدهون على الكبد نتيجة السمنة أو السكري أو أساليب الحياة المفرطة. ودون علاج صحيح يمكن أن يلحق بالمرضى ضرر بالغ مثل التليف الكبدي الذي يدمر وظائف الكبد وقد يسبب السرطان. وحاليا يستند فحص المريض لاختبار مدى فعالية الأدوية التجريبية على عملية استئصال نسيج حي من الكبد لدراسته مجهريا، وهي عملية مؤلمة ومكلفة وقد تنطوي على مخاطر. كما أن دقتها محدودة لأنها تستأصل جزءا صغيرا للغاية من الكبد ربما لم يتأثر بالمرض بعد. وتعمل الآن أكثر من 12 شركة للمستحضرات الدوائية على تطوير علاجات جديدة للدهون على الكبد، من أبرزها "جيلياد ساينسيز" التي تقوم بدور رائد في علاج فيروس التهاب الكبد الوبائي "سي"، وشركة "إنترسبت فارماسيوتيكالز" والفرنسية "جانفي". وجاء في تقرير لرويترز العام الماضي أنه في حال الموافقة على تلك العقاقير يمكن أن يدر كل عقار منها عشرة مليارات دولار سنويا. شركة"جيلياد ساينسيز"تقوم بدور رائد في علاج فيروس التهاب الكبد الوبائي "سي" (رويترز) شركاء وستجد تلك الشركات الكبرى شركاء متلهفين في العديد من الشركات الأصغر التي تفرعت من أبحاث أكاديمية أو أبحاث سريرية تعمل الآن على تطوير بدائل لعملية استئصال نسيج حي من الكبد. وتستخدم بعض التقنيات الجديدة أشعة الرنين المغناطيسي "أم آر آي" التي تعطي نظرة شاملة على الكبد كله، بينما تشمل تقنيات أخرى تحليل الدم لقياس حجم الضرر الذي لحق بالكبد ووظائفه، بل إن هناك تقنية تشخيصية تقيم حجم الضرر الذي لحق بالكبد من خلال تحليل الهواء الناتج عن عملية الزفير. ورفضت الإدارة الأميركية للأغذية والأدوية مناقشة التجارب الجارية، لكن متحدثا باسمها قال إن الإدارة تؤيد الابتكار خاصة حين تؤدي التجارب الجديدة والإجراءات التشخيصية إلى الاستغناء أو تقليل الحاجة إلى إجراء تدخلي مثل استئصال نسيج حي من الكبد. ويمكن أيضا للإجراءات التشخيصية الجديدة أن تساعد شركات التأمين الصحي على تحديد المرضى الأشد حاجة للعلاج بهدف تقليص التكلفة. فعقار سوفالدي لعلاج التهاب الكبد الوبائي الذي تنتجه جيلياد حقق في العام الأول من طرحه في الأسواق 10.3 مليارات دولار، مما فجر حملة ينظمها دافعو الأموال الأميركية لخفض أسعار العلاجات الجديدة.