تتابع صحيفة واشنطن تايمز الأميركية، عن كثب، تفاصيل الحرب بين تنظيم الدولة والولايات المتحدة، بشكل خاص في سلسلة تحليلات ومقالات، آخرها تقرير يرصد كيفية استغلال تنظيم الدولة قواعد الاشتباك الأميركية، كي لا يكرر أخطاءه في ميادين القتال. وأضافت الصحيفة أن تنظيم الدولة رغم خسارته على الأرض، فإنه يتعلم الدروس من المعارك السابقة، لكن هناك شكاً في أن هذه الدروس يمكن أن تعيق ما تعتبره إدارة الرئيس أوباما هزيمة حتمية متوقعة للتنظيم بسوريا والعراق. وأشار التقرير إلى أن تعلم دروس الحرب تدريب عقلي رئيسي لدى الجيش الأميركي وجيوش الدول المتقدمة، مضيفة أن الجيش الأميركي يدير مركزا لتعلم الدروس يسمى «مركز تعلم درس» الحرب في ولاية تكساس. وأكد التقرير أن قادة تنظيم الدولة يجرون تغييرات في استراتيجياتهم بعد هزائمهم الميدانية، رغم أن التنظيم لا يستخدم أساليب قتالية معقدة. وبحسب التقرير، فإن قادة التنظيم يدركون أن ملء المركبات بالناس يصعِّب على وسائل التجسس الأميركية تحديد ما إذا كان الراكبون مدنيين أم مقاتلين، وذلك لعلمهم بالجدل الدائر في واشنطن حول رغبة إدارة أوباما في الحد من الخسائر ضد المدنيين. وأضحت واشنطن تايمز أن أحدث الدروس المتعلَّمة هو الخروج الجماعي للتنظيم من مدينة منبج السورية بالقرب من الحدود مع تركيا، بعدما اقتحمتها قوات سوريا الديمقراطية المكونة أساسا من الأكراد. وتابعت القول إن الولايات المتحدة آثرت عدم قصف المواكب الفارة من منبج، إذ عبأ مقاتلو تنظيم الدولة صفوفهم بما يكفي من المدنيين، واستخدامهم دروعا بشرية للحيلولة دون قصف الطائرات لهم. وتتساءل الصحيفة: كيف تعلم التنظيم هذا الدرس؟ موضحة أنه بدأ مع خسارة التنظيم أراضيه غرب العراق، خاصة في الفلوجة الواقعة على بعد 30 ميلا عن بغداد. ففي تلك المعركة، يشرح التقرير أن مقاتلي تنظيم الدولة خرجوا في قوافل دون اصطحاب مدنيين، وهو ما ظهر على كاميرات أقمار التجسس الأميركية، ليتم إبلاغ القوات العراقية التي قصفتها بالصواريخ حتى دمرتْها عن آخرها. روبرت ماجينيس ضابط متقاعد في الجيش الأميركي، ومحلل شؤون مكافحة الإرهاب، يرى أن تنظيم الدولة يتمتع بمرونة في الحرب، وأنه يدرس عدوه ويتكيف وفقا لذلك، مضيفا أن أميركا قد تسترجع معظم الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة في سوريا والعراق، لكن حينها سيكون قد فات الأوان، فقد بات لدى التنظيم أفرع في 23 دولة، مؤسسا بذلك «خلافة ممتدة» ستحتاج عقودا لهزيمتها. ورصد ماجينيس تغيراً في عدد من تكتيكات التنظيم بعد دراسته للحرب التي تشنها الولايات المتحدة ضده، وتشمل: تفريق التنظيم زعماءه في مواقع مختلفة بسوريا والعراق، فضلا عن إبقائهم في حالة تنقل دائم. أيضا يتخلص التنظيم من الهواتف الخلوية التي يسهل تعقبها من قبل وكالة الأمن القومي الأميركي، وبدلا منها يستخدم مسلحوه عدة وسائل اتصالات مشفرة، أبرزها تطبيق تلجرام على الهواتف الذكية. وأضاف التقرير أن التنظيم يرصد تدفق المهاجرين لأوربا، ويدمج بينهم مقاتلين، كما يرسل التنظيم المتطرف انتحاريين إلى قلب بغداد لإجبار القوات العراقية على العودة للمدينة وحمايتها، مشتتة بذلك القوات عن هدفها الرئيسي باحتلال الموصل ومدن أخرى.;