×
محافظة حائل

الأمير عبدالله بن مساعد "يبدي سعادته" بتطور "منشآت حائل"

صورة الخبر

بعد أيام من التصريح المثير الذي أدلى به وزير الخارجية الأميركي جون كيري حول التفاوض مع بشار الأسد وما لحقه من تصحيح وتوضيح، زامن النظام السوري الذكرى الخامسة للثورة بمجزرة كيماوية جديدة في سرمين. وعلى الرغم من أن مجلس الأمن الدولي أصدر أوائل الشهر الجاري قرارا يتوعد خلاله بعقوبات رادعة تحت البند السابع لمستخدمي غاز الكلور، إلا أن مروحيات الأسد ألقت براميل الغاز مرتين فجر أمس، مخلفة ست ضحايا بينهم أربعة أطفال، إضافة إلى إصابة نحو 75 آخرين. الجريمة التي عدها ناشطون نتيجة لتصريحات واشنطن المرتبكة، حرص فرع منظمة الدفاع المدني السورية بمحافظة إدلب على توثيقها عبر سبعة تسجيلات مصورة على موقع يوتيوب. تدخل الثورة السورية اليوم عامها الخامس بعد أعوام أربعة قضاها الشعب السوري الأعزل وهو يحاول التحرر من الظلم، ويسعى جاهدا إلى تحقيق أهدافه المشروعة في نيل الحرية والمساواة والعيش الكريم. فالحركة التي بدأت سلمية في الـ18 من مارس 2011 ورفعت شعارات سلمية تنادي بضرورة القضاء على الفساد وتحقيق تطلعات المواطنين قابلتها آلة القتل الأسدية بالعنف المفرط، واستخدمت في مواجهتها كل صنوف الأسلحة، ظنا أن ذلك يمكن أن يرهب الشعب الثائر، إلا أن رجال سورية أكدوا رفضهم الظلم والعدوان. لم يتوقف رد النظام على البطش بالثوار، بل تعداه إلى محاولة الطعن في شرفهم وقذف نسائهم، مما فجر براكين الغضب الشعبي، فاندلعت الثورة العارمة كما النار تأتي على الهشيم. عندها أدرك الأسد – بعد فوات الأوان – حقيقة الموقف، فحاول خداع الشعب، كعادته، وزعم فتح تحقيق فوري في التجاوزات التي وقعت وتعهد بمحاسبة المتجاوزين. لكن الشعب أدرك أن كلمات رئيسه ما هي إلا محاولة لإجهاض الثورة وامتصاص الغضب الشعبي، وأن آلته القمعية تقوم بإعداد قوائم بكل من شاركوا في التظاهرات. وأن السجون بانتظارهم فرفض الانصياع وأعلنها ثورة حتى النصر. ويؤكد مسؤولون في الائتلاف السوري المعارض أنه لو كانت المواجهة بين الشعب والجيش لما احتاج الأمر أكثر من بضعة أسابيع حتى ينتصر الشعب على جلاده، مشيرا إلى أن إيران التي ألقت بثقلها خلف النظام هي السبب في بقائه حتى اللحظة، فطهران راهنت على بقاء الأسد وتحملت في سبيل ذلك فاتورة عالية، تمثلت في المليارات من الدولارات التي تمده بها سنويا، إذ اعترف مسؤولون إيرانيون بأن الحرب السورية تكلف بلادهم ملياري دولار شهريا، أي بمعدل 24 مليارا سنويا، وهو ما يعني أن طهران دفعت حتى الآن أكثر من 100 مليار دولار لتمكين النظام من مقاتلة شعبه. وكل ذلك لأسباب مذهبية بحتة. لم يكتف الدعم الإيراني على المال فقط، فقد أرسل الحرس الثوري عشرات الآلاف من المقاتلين الطائفيين الذين أتى بهم من أفغانستان وإيران واليمن للقتال إلى جانب نظام بشار، وتحمل في سبيل ذلك مزيدا من الكلفة المادية. وأخيرا اعترف مسؤولون إيرانيون رفيعو المستوى بأن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني هو الذي يقود المعارك العسكرية في دمشق، وهو الخبر الذي أكده مسؤولون في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وزادوا بأن سليماني هو الحاكم الفعلي لسورية في الوقت الحالي، وأن أوامره العسكرية لا يجرؤ أحد على مناقشتها أو رفض تنفيذها، بما فيهم الأسد نفسه. كما أوعزت طهران لمقاتلي حزب الله اللبناني بالتدخل في سورية والقتال إلى جانب الجيش الحكومي الذي فقد معظم عناصره وضباطه الذين انشقوا وأعلنوا انضمامهم للجيش الحر وبقية قوى المعارضة. كذلك اتخذت روسيا موقفا سالبا من الأزمة في سورية، إذ وفرت له الدعم السياسي والعسكري، واستغلت عضويتها الدائمة في مجلس الأمن الدولي لمنع إدانته، إذ استخدمت حق الفيتو أربع مرات متتالية ضد قرارات أممية كانت كفيلة بوضع حد للأزمة، مما دعا مسؤولي المعارضة للقول إن إيران وروسيا يمثلان معا العدو الحقيقي لثورة الشعب. ورغم كل التحديات يصر الشعب السوري على المضي قدما في ثورته العادلة، مصمما على بلوغ غاياتها السامية، مهما كان حجم التضحيات وطال ليل الظلم.